حائر بين ماله وما عليه.. هل له حقوق؟! وهل يؤدى واجباته رغم سلب حقوقه أو إهدارها؟!.. مواطن يرغب فى أداء ما عليه.تحدثت فى العدد السابق عن حقوق وواجبات المواطن تجاه الدولة.. وأن العلاقة ليست بأحدهما فقط ولابد من ارتباط العنصرين معًا. وأن معظم ما يتم منا هو المطالبة بجانب واحد فقط هو الحقوق ومزيد من الحقوق.. لذا فالمعادلة ليست متزنة!! ولكن هناك عدة عوامل تساعد على عدم اتزان هذه المعادلة فمازال الكثير من الإدارات الحكومية تتعامل مع المواطن بأسلوب عقد الإذعان من طرف واحد. متلقٍ لابد من أن ينفذ ما يطلبه الآخر ثم يتظلم وهذا حق جوازى قد يتم أو لا يتم.. وليس له أى اعتبار لدى الطرف الأول وهو الإدارة الحكومية. فقد نادت العديد من الحكومات بمحاربة البيروقراطية وأنها حكومة لخدمة الشعب وقد يكون هذا فى الغالب صحيحًا والنوايا صادقة من القيادات العليا أو الوزراء. ولكن على الواقع الأمر مختلف تمامًا فيجب أن يكون المواطن مسالمًا ومعصوب العينين وألا يقترح أو يعترض وإلا لن يتم له مايريد من خدمة. حتى لو اقترح أو اعترض فليضرب رأسه فى أقرب حائط يصادفه لأنه لن يغير من الواقع شيئًا. أنا لا أبالغ هناك الكثير من الإيجابيات وهناك الكثير من الخطوات فى سبيل التقدم والتحسن فى أداء الكثير من الخدمات.. ولكن مازال أمامنا طريق طويل ليشعر المواطن أنه لديه حكومات تشعر بآلامه وتقدم له الخدمات وأيضًا تسمع شكواه. المشكلة نحن لا نجيد تقديم أنفسنا ولا نقدم شيئًا مكتملًا على كافة الأصعدة.. إذا تم رصف طريق فى إحدى المدن وبذل الكثير من الجهد والعرق والمال.. نجد الشركة المنفذة تركت بعض الملاحظات أما الرصيف به مشاكل أو تترك بعض المخلفات على الأرصفة لتعود إلى الطريق مرة أخرى فتشكل عقبة أمام مستخدمى الطريق!! فالآن يتم تنفيذ أكبر شبكة من الطرق والعديد من المشروعات أجدها فى كل طريق وفى كل المحافظات، حقيقة مليارات تصرف فى مشروعات وطرق وخدمات يحتاجها المواطن.. طرق وصرف صحى وكهرباء ومساكن وخلافه من المشروعات التى تبناها الرئيس السيسى للارتقاء بمستوى المواطن. لكن أثناء تنفيذ المشروع لا نجد إشارات تدل على الطرق البديلة أو التحويلات وخاصة ليلًا فى معظم الإصلاحات أو التجديدات وخاصة مطلع الدائرى من الهرم.. هناك طرق تسند لبعض الشركات الصغيرة يتم العمل فيها لمدة شهور يئن فيها المواطن من المشاكل حتى ينتهى العمل.. ويكون هناك مخالفة للمواصفات دون رقابة نعم دون رقابة.. هذه فلوس الدولة وفلوس المواطن ويجب أن تصرف فى الأوجه السليمة وعلى الوجه الأكمل. وغيرها من السلبيات الكثيرة التى نجدها أمامنا ولا تصل شكوى المواطن من هذه الخدمات أو طلب تحسينها إلى المسئول.. وإن وصلت فلا يستجيب. الكهرباء والمياه مازالت تتعامل هذه الشركات مع المواطن أنه مكلف بتنفيذ ماتراه أو ما تطلبه.. هناك نقص فى الكشافين سواء فى الكهرباء أو المياه.. ويجد المواطن أن التقدير جزافى فى بعض الأحيان بمبالغ قد تصل إلى آلاف الجنيهات أو مئات الجنيهات وعند البحث عن المشكلة من المواطن الطبيعى والذى يسدد ويتابع ما عليه.. نجد المسئول يبلغه بطلب السداد أولًا ثم التظلم.. ماذا لو لم يملك هذا المواطن القيمة المطلوبة.. هل سيتوقف عن السداد مثله مثل مليون ونصف منزل لم يسدد فاتورة الكهرباء علنًا، والحكومة تعلن عن هذه الإحصائية وأنها غير قادرة على تحصيل هذه المستحقات بخلاف الأكشاك والأماكن التى تسرق الكهرباء وليست لديها توصيلات أو عدادات رسمية!! بل أحيانًا نجد أن هناك أكشاكًا بجوار شركات الكهرباء وتسرق من الأعمدة بجوارها.. بل بجوار أقسام الشرطة. ويكون عقاب المواطن المنتظم الدفع مقدمًا ثم التظلم!! أيضًا عند الوصول إلى الحقيقة.. لا يسترد نقوده بل يتم تقسيطها من المستحقات القادمة.. إذن هو مواطن يقرض الدولة!! بل وثالث الأسافى أن أحد المواطنين لديه تأمين لدى شركة الكهرباء عن عداد إنشائى أثناء المبانى بحوالى 600 جنيه.. وتم تركيب عداد عادى وانتظم فى السداد لسنوات ناسيًا أن له مستحقات وبعد سنوات فوجئ بمطالبته بحوالى ثلاثة آلاف جنيه فذهب إلى الشركة للاستفسار فطلب منه الدفع أولا ثم التظلم فقال لهم لدى إيصال بتأمين اخصموه وأنا أسدد الفرق. فكانت إجابة الموظف العبقرى هذا شىء والسداد شىء آخر فنحن نرسل الإيصال إلى الإدارة وبعد شهرين يصلنا الرد وسنبدأ فى تقسيط مالك،أما الآن فيجب سداد المطالبة وإذا كان لك مستحقات سيتم تقسيطها. أيضًا المياه يتم إضافة 50% من القيمة للصرف الصحى وهذا مبلغ مبالغ فيه يستحق المراجعة يا جماعة هى ليست تحصيلات فقط ولكنها علاقة تعاقدية.. الدنيا اتغيرت والرئيس فى واد والحكومة فى وادٍ آخر.. والشركات فى وادٍ ثالث. أنتم لا تسمعون ولا تدركون ما يقوله الرئيس إنه يسعى لرفع المعاناة عن الشعب وخاصة الكادح منه. هل كل النداءات والرسائل لم تصل إليكم لتغيير هذه الآليات العقيمة أم إنها الحكومة الخفية تعمل لإفشال كل خطط الرئيس ولتجعل المواطن يشعر أنه لا تغيير وأنه مهمش وليس هناك جديد تحت الشمس!!