كعادت الرئيس دائماً ، وفى الوقت المناسب، يرسل رسائل واضحة وصريحة لأبناء الوطن، وخلال الفترة الأخيرة انتابت حالة من القلق الشارع المصرى، بسبب التطورات التى شهدها ملف «أزمة سد النهضة» ومحاولات الجانب الاثيوبى، المماطلة، واستهلاك الوقت، ليأتى رد الرئيس قاطعا خلال تدشينه مشروع المليون ونصف فدان .. مشروع المستقبل، بالفرافرة ، قائلا «أنا معاكم فى القلق.. ولكن اطمئنوا، الأمور تسير بشكل جيد ، وبشكل مطمئن، وأنا «مضيعتكمش قبل كده علشان أضيعكم فى ملف سد النهضة، إننا نتعامل مع الوضع، من خلال اتفاقنا مع الإثيوبيين من الأول»، مضيفا: «قلنا إننا نتفهم أنهم عايزين يعيشيوا، ونحن نساهم فى هذا الأمر». وذكرتنى تلك الرسالة بما قاله الرئيس عندما كان وزيرًا للدفاع ،خلال احتفال جامعة المستقبل، بأعياد تحرير سيناء بمسرح الجلاء فى إبريل 2013 ، فى الوقت الذى كانت قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ومناصروها يهددون ويتوعدون المصريين، وقف عقب انتهاء الحفل قائلا» عايز أقلكم كلمتين صغيرين عن الجيش .. الجيش المصرى جيش وطنى عظيم، جيش شريف.. وصلب قوى، وصلابته جاءت من شرفه، عايز أقول لكم .. متقلقوش أبداً على بلدكم مصر.. وأنا فرصة اقولكم حاجة ، إن المصريين لما أرادوا التغيير غيروا الدنيا كلها، والجيش المصرى لما نزل حمى المصريين وظل 18 شهرًا لم تمتد يده على المصريين.. خلوا بالكم، أنا دائما أقول لزملائى الضباط ، إحنا إيدينا تنقطع قبل ما تمس المصريين، أنا من 3 أسابيع أقسمت قسم أرجو أن تكونوا جميعاً سمعتوه، القسم ده قلته بجد علشان كل مصرى قاعد فى بيته، يبقى مطمن وعارف إن خلال ال18 شهر( منذ يناير 2011 وحتى يونيو 2012 ) كان هناك 150 ألف جندى فى الشارع ، يعنى 500 يوم، كنا نناضل حتى لا نؤذى أى مصرى، لتظل مصر، وستظل بإذن الله «. وأنهى الرئيس رسالته «مصر محفوظة بالمصريين ، والجيش جزء من المصريين ، والضباط وطلبة الكليات العسكرية ، الدم اللى فى عروقهم بيحب مصر، نحن لا ننسى ولن ننسى شهداءنا». ثم وجه كلمة للشباب أن يكون لديهم أمل وثقة كبيرة فى بكرة. وجاءت ثورة الثلاثين من يونيو وحمى الجيش الثورة كما وعد، وتنتصر إرادة المصريين لتظل مصر عصية على المتآمرين والخونة . وتذكرت أيضا كلماته التى لم تبلغ الدقائق الأربع فى رسالته إلى الأمة عقب مقتل 21 مصريا فى ليبيا على يدى عناصر داعش الإرهابية،عندما قال فى الدقيقة الثانية من كلمته « إن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد وبالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص من هؤلاء القتلة والمجرمين المتجردين من أبسط قيم الإنسانية، ولقد دعوت مجلس الدفاع الوطنى وبشكل دائم لمتابعة تطورات الموقف والتباحث حول القرارات والإجراءات المقرر إجراؤها». ولم يتوقع المصريون أن يكون الرد بهذه السرعة، ومع فجر اليوم التالى استيقظ المصريون على نبأ الثأر للضحايا حيث قامت القوات الجوية بدك معاقل التنظيم الإرهابى فى درنة خلال عملية دقيقة نجحت بنسبة مئة بالمئة، وبتنسيق مع الجانب الليبى، وفى صباح ذلك اليوم قام الرئيس بتقديم واجب العزاء لقداسة البابا فى الكاتدرائية. لقد أعاد للدولة المصرية هيبتها، وحمى كرامة شعبها،وهكذا دائما يكون القائد المقاتل، الذى تربى فى مدرسة الوطنية، ويدرك الأمانة التى يحملها على عاتقه، حمى الله مصر وشعبها، وحفظ قائدها. فخلال 18 شهراً استعاد لمصر مكانتها ودورها الأقليمى والدولى، فعادة مصر إلى أفريقيا وإلى أسرتها العربية لتقودها إلى مستقبل أفضل.