هل حقا هناك من يدعو إلى الاحتشاد والتظاهر فى ذكرى 25 يناير؟! لا أعتقد أن هناك عاقلاً يملك الجرأة الحقيقية للجهر بهذا، إلا إذا كان يعيش فى كوكب آخر لا يدرى عن حال هذا البلد شيئا، أو هو لا يدرك طبيعة هذا الشعب، ولا يدرى انه لا يثور بسهولة أو بدعوات مفتعلة مأجورة، وانه على مدار القرن العشرين كله لم يثر إلا فى ثورة 1919 ثم أيد حركة الجيش فى يوليو 1952! ثم حين خرج فى يناير 2011 لم يخرج كله ولم يكن جميعه راضيا عما حدث، لكنه حين شعر بخطورة العصابة التى تآمرت لنهبه كغنيمة خرج فى 30 يونيه 2013، وخرج لأنه منح ثقته لرجل استشعر هذا الشعب صدقه ووطنيته، ووثق فى جيشه المصرى الخالص، إن الشعب المصرى خروجه عزيز وصبره طويل، وقدرته على استشعار الصدق والوطنية اكتسبه عبر تاريخ طويل، هو باختصار لا ينخدع بسهولة! لقد تعب الناس ومرت عليهم سنوات عجاف أتت على الأخضر واليابس ولم يبق لهم سوى بصيص أمل أن يستعيد هذا البلد عافيته ويقف مرة أخرى، وكان الأولى لو كان هناك مخلصون حقا لكانوا دعوا دعوات إيجابية للعمل والبناء، أما غير ذلك فهو الهزل بعينه! فعلى الرغم من كل الجهود التى بذلها الرئيس عبد الفتاح السيسى على مدى الأشهر الماضية التى لا تتجاوز العام ونصف العام ، وعلى الرغم من جهود كبيرة تُبذل فى مشروعات ضخمة ربما يعتبرها البعض تهورًا، فان هناك الكثير الذى مازال معظم الشعب ينتظره وينتظر معه الرخاء الذى يهبط عليه من السماء، ولا يفعل شيئا سوى الانتظار والانتظار فقط. بينما هناك قلة محدودة هى التى تعمل وتعمل بجد وكد، وأن الغالبية العظمى مازال السوس ينخر فى عظامها سواء بالفساد أو بالتراخى آو بالإهمال أو إشاعة اليأس والشعب ينتظر. نحن حتى الآن لا نعمل بكامل طاقتنا، وربما لا ندرك أن طاقتنا الحقيقية معطلة ربما منذ حرب أكتوبر 1973 ! الدولة يا سادة تعمل بجزء ضئيل من طاقتها والشعب ينتظر! الحقيقة أن مثل هذه الدعوات يجب ألا تقلقنا، ويا ليت الدولة تترك من يريد أن يحتشد حتى يعرف الناس والعالم كله حجمهم الحقيقى وأنهم لا شئ فى هذا البلد، بل ربما يخرج المصريون فعلا فى هذا اليوم ولكن ليلقنوهم درسا لن ينسوه أبدا!