من قال إن السياحة فى شرم الشيخ تعتمد على المصريين؟ ومن قال إن المصريين يمكنهم إذا ما تعاونوا ونظموا رحلات إلى شرم الشيخ سيعوضون الخسارة الفادحة التى خلفها سقوط الطائرة الروسية؟ لو كان القائمون هناك على السياحة أرادوا أن يعتمدوا على الزائر المصرى لكانوا ومنذ سنوات قدموا له التسهيلات من خفض أسعار توازى ما يدفعه الأجانب، ولكانت الشركات قد تبارت لجذب المصريين الذين يفضلون الذهاب إلى دول أوروبية بل وعربية مثل لبنان والمغرب بدلا من التركيز على الغرب! كلنا نعلم أن أسعار مصر السياحية تباع فى الخارج بأسعار ليست رخيصة فحسب، بل هى زهيدة، وهذا ليس حديثا لكنه منذ سنوات طويلة، فأنا أذكر أن صديقا إنجليزيا قد حكى أنه وقف أمام فاترينة محل وقد أعجبه معطف، وحين أدار وجهه يمينا ليفكر فى شرائه وجد المحل مجاورا لشركة سياحة تعلن عن رحلات إلى مصر شرم الشيخ والغردقة، وكان سعرها أقل من سعر المعطف الذى فكر أن يشتريه! لقد سألت بنفسى أحد كبار رجال السياحة فى شرم الشيخ: لماذا تبيعون للسائحين الأجانب أسابيع تشمل الإقامة والوجبات.. بل ووسائل ترفيهية ولا تفعلون المثل مع المصريين؟ وكانت إجابته أن المصرى تكلفته أكبر واستخدامه أسوأ، قلت له: ولكن هناك سياحا يقتلعون كل ما تصل إليه أيديهم حتى أنه اكتشف فى حقيبة أحدهم ألف ملعقة وشوكة وسكينة أخذهم من الفندق قال: هذه قلة لكن الأكثر من هذا أنه يتعامل مع العاملين بتعال وغطرسة، تجعلهم يشعرون بالإهانة ويكرهون معها خدمة السائح المصرى! عدت وسألته- وقد كان ذلك فى أعقاب يناير 2011 أى كانت السياحة شبه متوقفة - ولكن أليس مجئ المصريين إلى شرم الشيخ أفضل من خلوها وتسريح العاملين فى الفنادق؟ فقال: البعض منا أصحاب الفنادق نعطى للعاملين نصف أجرهم، ونقبل أن نتحمل هذا على ألا نتحمل الخسائر التى يحدثها السائح المصرى! إضافة إلى السبب الأهم وهو أن المصرى لن يدفع بالعملة الأجنبية بل بالعملة المحلية وبالتالى هو لن يفيد البلد كثيرا! هذه هى الحقيقة يا سادة، وبالتالى لا داعى لتلك الدعوات والمهرجانات المفتعلة التى تساق يوميا لتجميل الصورة والدفع بالمواطنين لتعويض خسائر لن يعوضوها بعملتهم المحلية. لكنى أيضا لا ألوم كثيرا على مثل ما ردده رجل الأعمال هذا لأنه كان صريحا أكثر مما يجب، ولا أعرف أيضا لمن أوجه لومى ومن المسئول عما وصلنا إليه من سوء أخلاق وسوء حال! ولا أعرف متى وكيف نتغير لأن الله لن يغيرنا حتى نغير بأيدينا هذا الحال الردئ!