قوة جماعة الإخوان الحقيقية تكمن فى أنهم يخترقون نقاط الضعف فى المجتمع المصرى، الفقر والجهل والتهاون من بعض ضعاف النفوس، وهم لا يملكون سوى سلاح المال فى مقابل الاحتياج وضعف الوطنية. كل جريمة ارتكبها الإخوان كانوا يستغلون فيها تلك الثغرات التى ليس من المتوقع القضاء عليها فى المستقبل المنظور، لكنها تحتاج سنوات طويلة وخطط تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية حتى نعالج أمراضنا المزمنة! أقول هذا بعد ما علمته مؤخرًا وأتمنى أن يكون خطأ وهو أن قيادات الإخوان فى السجون يحملون أجهزة التليفون المحمول بكل حرية، وهذا أمر شديد الخطورة! لقد استمعت لهذا أكثر من مرة ثم أعيد ترديده من أحد الضباط الذين استضافهم السيد وائل الإبراشى فى برنامجه العاشرة مساء، وهو أمر إن صح فهو جد خطير! هذا يعنى أن تلك القيادات تدير العمليات الإرهابية الإجرامية التى أبتلينا بها من وراء الأسوار، ويعنى أن هناك من يتهاون فى حق هذا بلد، ويعنى أيضا أننا نهزل فى موضع الجد فهؤلاء المجرمين لم يشفقوا علينا ولم يرحموا غايتنا فى السلام والعيش بهدوء، هؤلاء هم من أثاروا الزعر بيننا وجعلونا نخشى الخروج من بيوتنا لعامين متتاليين، ونحن نضرب كفا بكف ما الذى جرى لبلدنا ومن أين أتى كل هذا الإجرام الغريب فيها ثم يجدون من يساعدهم على ايذائنا؟ كانوا هم وراء كل هذا فمنذ فتحوا السجون مع حلفائهم من غزة، وأطلقوا أكثر من أربعين ألف مجرم فى ربوع البلاد ليثيروا ذعرنا - منذ ذلك الحين ونحن لم نهدأ يوم، ولم نأمن يوما. لكن السؤال الذى يطرح نفسه: ماذا هم يريدون بالضبط؟ هل يعتقدون أنهم يمكن أن يعودوا إلى حكم هذا البلد؟ هل يريدون آن نظل فى حالة خوف؟ نحن نعلم جميعا أنهم أغبياء! كما نعلم أنهم بلا وطنية، وأن حكم البلاد كان بالنسبة لهم غنيمة يريدون الاستيلاء عليها، وبالتالى فان فكرة عودتهم إلى الحكم هو أمر مستحيل، بل إن فكرة عودتهم للاندماج فى المجتمع بعد كل ما أجرموه هو أمر غير مقبول لغالبية هذا الشعب فلا تخلو مدينة أو قرية أو حتى عائلة من ضحاياهم، كما أنهم لم يهدأوا يوما حتى يجعلونا نفكر! فماذا يريدن إذن؟ الحقيقة أنهم لا يريدون شيئا! نعم فمن يريد هو من يستخدمهم حتى لا يهدأ هذا البلد أبدا وحتى لا ينطلق فى تنمية أو تقدم. فيجب أن تظل هناك شوكة تؤلمنا ولا تدعنا ننطلق فى طريقنا، وهو أمر مفهوم ومعروف! لكن الأمر غير المفهوم هو أن نسهل لهم مهمتهم فنجعلهم ينعمون فى سجونهم بما يشاءون من ملبس ومأكل وأجهزة حديثة تزيد من استمتاعهم بسجنهم، وتزيد من جراحنا وآلامنا وفقدنا عزيز فى كل يوم! [email protected]