المتابع لأحداث ومجريات مولد امتحانات الثانوية العامة التى مر عليها 15 يومًا حتى الآن يشعر أنها لا تختلف عن سابقيها من امتحانات الأعوام الماضية.. فهو نفس السيناريو الذى اعتدنا عليه سنويًا.. وهى نفس التصريحات من المسئولين التى اعتدنا أن نسمعها.. وهى نفس المسرحية الكوميدية التى تتكرر فصولها سنويًا واعتدنا أن نشاهدها وأبطالها هم: معالى وزير التربية والتعليم والطلبة وأولياء الأمور والمراقبون بلجان الامتحانات حيث يبدأ الفصل الأول من المسرحية - وكالعادة - بإطلاق معالى الوزير عددًا من التصريحات النارية والحاسمة قبل بدء موعد الامتحانات بأيام قليلة بأن أسئلة الامتحانات لن تخرج عن الكتاب المدرسى وأنها ستأتى فى مستوى الطالب المتوسط.. وأنه وضع خطة تأمينية «متخرش الميه» ومعها سيكون استحالة تسريب الامتحانات أو حتى التفكير فى الغش.. وسيمنع دخول الطلبة والمراقبين بالتليفون المحمول لجان الامتحانات و... و... ويبدأ الفصل الثانى من المسرحية بأن نفاجأ بأن أسئلة الامتحانات جاءت صعبة وبعضها عبارة عن «لوغريتمات» ويحدث الصراخ والعويل من الطلبة وأولياء أمورهم... ونفاجأ أيضًا بأن بعض أسئلة الامتحانات قد تم تسريبها ومعها إجاباتها النموذجية على مواقع التواصل الاجتماعى بعد 10 دقائق من بدء الامتحانات بواسطة «موبايلات» السادة المراقبين بلجان الامتحانات وأن الذين دخلوا على هذه المواقع بلغوا 20 ألف زائر... «يا نهار أسود» أى أن الامتحانات أصبحت مشاعًا للجميع!. ويبدأ الفصل الثالث بأن يعقد معاليه اجتماعات مع المسئولين عن الامتحانات وقيادات التعليم لبحث كيف تم تسريب الامتحانات؟ مع إطلاق التهديدات بوضع «السيخ المحمى فى صرصور ودن» كل من خان العهد وساعد فى تسريب الامتحانات.. والإعلان عن تصحيح عينات عشوائية لأوراق الإجابة حيث جاءت نتائجها ونسب النجاح فيها تفوق 95% مما يؤكد «كذب» الشكوى من صعوبة بعض الامتحانات.. وتنتهى المسرحية بإعلان النتيجة وتكريم أوائل الغشاشين.. وينتهى المولد. فرغم أن هذه الامتحانات تعد أول امتحانات ثانوية عامة يخوضها الوزير الجديد د. محب الرافعى الذى لم يمر 4 شهور على توليه حقيبة التعليم إلا أننا شاهدنا نفس السيناريو.. ونفس التصريحات وكأنه يتم توزيعها على أى وزير يتولى حقيبة التربية والتعليم.. وأدعو وأقول «ربنا ميقطعها عادة».