كان مجموعة من المواطنين التشيكيين أعلنوا عن تأسيس ما سموه دولة جديدة فى منطقة بين صربيا وكرواتيا، وتقع ليبرلاند على ضفاف نهر الدانوب وتم تأسيسها فى منتصف أبريل الجارى. وقال المؤسسون فى بيان لهم إن تأسيس جمهورية ليبرلاند الحرة ليس بمزحة على الإطلاق، وأضافوا أنهم استفادوا من العادات والأعراف الدولية القانونية ولذلك أعلنوا عن قيام جمهوريتهم على منطقة لا تخص أحدا، وأكد المؤسسون أن مساحة دولتهم الجديدة تبلغ 7 كيلومترات مربعة وهو ما يجعلها ثالث أصغر دولة من حيث المساحة بعد الفاتيكان وموناكو. واشترطت الدولة للهجرة إليها احترام الآخرين وآرائهم على اختلاف أصولهم وأعراقهم ودياناتهم، واحترام الملكية الخاصة وعدم المساس بها و ألا يكون له تاريخ نازى أو شيوعى أو تبنى فى الماضى أى فكر متطرف، ولم يعاقب أو يصدر ضده أحكام بشأن جرائم ارتكبها فى الماضى. ونصب فيت جيدليكا العضو بأحد الأحزاب التشيكية نفسه رئيسًا على «الدولة الجديدة» التى تشكلت بفعل الصراع الحدودى القائم بين كرواتيا وصربيا، والممتدة بطول الضفة الغربية لنهر الدانوب. وأكد جيدليكا أنه استمد فكرة دولته من الدول الصغيرة مثل موناكو وليختنشتاين، مشيرا إلى أن «ليبرلاند» ترفع شعارًا عامًا أمام مواطنيها وهو «عش ودع الآخرين يعيشون»، بينما هدف جمهورية ليبرلاند كما يوحى اسمها هو إنشاء مجتمع حيث يمكن العيش فيه بحرية دون تمييز على حسب اللون أو العرق أو الدين والعيش دون دفع ضرائب، وسوف تعلن «ليبرلاند» قريبًا عن دستورها وقوانينها الخاصة، علما أنها لن تؤسس جيشا ولن تفرض الضرائب على مواطنيها. وخلال أيام من إعلان تأسيس هذه الدولة وصل إلى مكتب رئيس ليبرلاند نحو 20 ألف طلب جنسية مع توقع أن يصل العدد إلى 100 ألفا خلال أسبوع، كما قفز مشتركو صفحة «الجمهورية» على موقع «فيسبوك»إلى 60 الفاً خلال أيام ، إضافة إلى 500 مشترك بالنسخة العربية. وكان الإقبال العربى على الطلبات لافتاً، إذ أظهر منتدى الحوار الموجود على صفحة «الجمهورية» فى الانترنت، وجود 318 عربياً يشاركون فى النقاش مقابل ألف شخص يتحدثون بالانجليزية و7 هولنديين، وكان رئيس ليبرلاند أعلن أنه لن يقبل سوى 3500 مواطن فقط فى بداية تأسيس الدولة. من جهته أكد السفير بدر عبد العاطى المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن القطاع القنصلى فى وزارة الخارجية، أصدر بيانات تحذيرية للمواطنين من النصب عليهم بمثل هذه الدعوات، مؤكدا أنه لا توجود دولة بمثل هذا الاسم. وطالب عبد العاطى المواطنين بالحصول على معلوماتهم من مصدر واحد فقط، وهو القطاع القنصلى، وليس مواقع التواصل الاجتماعى، مناشدا المواطنين الراغبين فى السفر بتحرى الدقة، حتى لا يقعوا فريسة محاولات نصب. وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية أن التاريخ لم يثبت أن يعلن شخص عن تأسيس دولة، بأخذ قطعة أرض بين دولتين ويدعو المواطنين للسفر إليها ومساعدته لتأسيس دولة. وطالب بضرورة التواصل مع القنصلية المصرية، والاستفسار عن أى معلومات قبل التحرك فى أى شأن خارجى، مؤكدا أن الإعلان عن تأسيس دولة بمثل هذه الطريقة يعتبر «بيع الوهم». فيما حذر الرحالة المصرى أحمد حجاجوفيتش الشباب المصرى من الوقوع فيما أسماه «وهم كبير»، مؤكدا أن الشاب (فيت جيدليكا)، الذى أعلن نفسه رئيسًا للدولة المزعومة، بحسب وصفه، يحلم بأن يصبح مشهورا، مشيرا إلى أنه ذهب إلى مكان به غابات وشجر بين كرواتيا وصربيا، مساحته 7 كم مربع وقال هذه الأرض ملكى وأسس عليها دولة، على الرغم من أنه من جمهورية التشيك أى ليس كرواتيا أو صربيا ولا يحق له ذلك، وهى مجرد فكرة تنطوى على تهريج من نوع «الفنتازيا».