خالد الصاوى ليس مجرد فنان كبير ومتعدد المواهب، ممثل ومخرج وسينارست وشاعر ومؤلف مسرحى، لكنه أيضا إنسان جميل المشاعر ونموذج للنجم القدوة فى كل شىء، حتى فى طريقة تعامله مع المرضى. أدهشتنى صراحته فى الحديث عن فيروس الكبد الذى اكتشف إصابته به عام 2005، ولم يتمكن من دفع تكاليف علاجه إلا بعد أن أصبح نجما معروفًا، وسافر على نفقته الخاصة إلى ألمانيا ليستكمل علاجه هناك.. هكذا قال للمذيع المحترم شريف عامر.. وهكذا أخفى ببساطة خبر مرضه عن الجميع، ولم يتاجر به ولم يطلب العلاج على نفقة أحد.. ثم خرج منذ عام تقريبا ليعلق من خلال تغريدة له على «تويتر» الحرب على المرض، ويتوعده بأنه سيقتله قبل أن يتمكن تماما من جسده، ويعود مرة أخرى لينشر نفس «التويتة» هذا العام بعد تدهور حالته مرة أخرى رغم أن التحاليل كانت قد كشفت انتصاره على الفيروس بنسبة كبيرة جدًا!. هذه هى الروح القتالية التى يتميز بها الصاوى الفنان والإنسان، وهى التى جعلته يحفر فى الصخر ليفرض موهبته على الجميع بدون وساطة أو محسوبية أو تنازلات، وهى نفس الروح التى يتعامل بها مع الحياة والمرضى، وأعتقد أنها أعطت دافعًا معنويا ونفسيا قويا لكل من شاهد الصاوى وهو يتحدث عن رحلة المرض والعلاج، ويستعيد ذكريات بداياته الأولى كمخرج واعد وممثل مغمور وموظف فى التليفزيون المصرى. والحقيقة أن بعض نجوم ونجمات الفن الذين أصابتهم الأمراض خلال الفترة الأخيرة يحتاجون إلى جلسات علاج نفسى وروحى مع خالد الصاوى، حتى ينقل إليهم هذا التسليم الكامل لإرادة الله، واهب الصحة والشافى من المرض.. وهذه الرغبة العارمة فى المقاومة والتمسك بالحياة والأمل، وخاصة بعد أن طال طابور الفنانين المرضى، وأصبح يهدد نجومًا محبوبة من كافة الأجيال، جيل الزمن الجميل، بداية من سمراء النيل مديحة يسرى، والصوت الحنون نجاة، والعظيمة شادية، مرورًا بجبل الوسط، وآخرهم قطة السينما المصرية نجلاء فتحى، والتى تحدثت بشجاعة من خلال مداخلة تليفونية لبرنامج «مانشيت»، وأوضحت حقيقة مرضها الغامض، والحقنة التى تردد أنها تحتاج إليها لتتجاوز تلك المحنة، وتكلف مبلغا طائلا، وهذا الأمر الذى كان زوجها الإعلامى الكبير حمدى قنديل قد سبق وأوضحه، ومؤكدًا أن ثمن الحقنة يقل كثيرًا عما أشيع، وبالتالى يمكنهما تدبيره دون مساندة من الدولة أو من أى مصدر آخر. أما النجم الكبير نور الشريف فقد أظهر المرض معدنه ومعدن زوجته النجمة بوسى، التى اختارت العودة إليه بعد طلاق 9 سنوات، حتى تكون بجواره فى محنة مرضه، وتضرب مثلا فى الأصالة والإيثار لا يقل روعة عن المثل الذى ضربه خالد الصاوى على الإيمان والثقة بالنفس والرغبة فى المقاومة حتى آخر نفس.. شفى الله فنانينا وكل مرضانا ومتعكم جميعا بالصحة والعافية.