افتتاح أى مشروع للدولة هدفه خدمة المواطنين ..هو خبر سعيد لكل أفراد الشعب وخاصة إذا كان هذا المشروع فى القطاع الصحى الذى يعانى الكثير من المشكلات.. ومن المعروف أيضًا أنه بمجرد إعلان الافتتاح وقص شريط البدء من جانب أحد المسئولين فى الدولة معناه مباشرة أن هذا المشروع أصبح جاهز تماما لاستقبال المواطنين فى نفس اليوم وليس اليوم الذى يليه... بينما ما حدث فى افتتاح مستشفى سموحة الجديد والذى انتظره المواطن السكندرى طوال 19 سنة مضت منذ الإعلان عن إنشائه عام 1995 بمنحة من الحكومة الهولندية قدرت ب 500 مليون جنيه لتطوير أداء الخدمات الصحية بعروس البحر المتوسط كان عكس ذلك تماماً فقام رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بافتتاح المستشفى فى 25 سبتمبر الماضى بحضور الدكتور عادل عدوى وزير الصحة والسكان واللواء طارق مهدى محافظ الإسكندرية.. وكانت المفاجأة .. فبعد انتهاء مراسم الافتتاح فى حضور القنوات التليفزيونية أغلق المستشفى أبوابه أمام المرضى وعندما سئل عن السبب كانت الإجابة أن المستشفى لم يتم افتتاحه بعد وليس به أطباء فقامت أكتوبر بعمل زيارة ميدانية لمستشفى سموحة لمعرفة أسباب وحقيقة ما حدث هل المستشفى تم افتتاحه فعلا أم ما حدث كان افتتاحا وهميا وبمجرد وصولنا إلى المستشفى وطلبنا الدخول فما كان من أفراد الأمن إلا منعنا وأبلغونا أن المستشفى لا يعمل وغير مصرح لأحد بالدخول .. وبالتواصل مع بعض الأطباء المصرح لهم دخول المستشفى قالوا «إن الطريقة الوحيدة لدخول المستشفى هو أن ندخل فى إحدى سيارات الأطباء على أننا أطباء أيضًا» وهو ما تم حدث تنسيقه مع أحد الأطباء الشباب والذى يرغب فى إظهار الحقيقة للناس .. وعندما تمكنا من الدخول إلى المستشفى فى ساعة متأخرة من الليل وجدنا مبانى ضخمة ونظيفة بالإضافة إلى وجود أجهزة وأسرة على أحدث طراز طبى ولا يوجد أى مريض داخل المستشفى سوى ثلاثة مرضى وعندما سألنا الطبيب الشاب عن هؤلاء المرض قال إنهم تم استئجارهم من أحد المستشفيات الخاصة لإجراء خدعة الافتتاح التى نفذها رئيس جامعة الإسكندرية ومعاونوه على رئيس مجلس الوزراء لإظهار أن المستشفى بالفعل يعمل وبه مرضى وأثناء تجولنا بالمستشفى مع الطبيب الشاب وجدنا أن المستشفى به قسم للطوارئ يحتوى على 210 أسرة وقسم للأطفال ويحتوى على 400 سرير و47 حضانة.. كما يضم المستشفى أيضًا 44 جهاز تنفس صناعى و16 غرفة عناية مركزة و4 سيارات إسعاف ووحدة غسيل كلوى ووحدة الأشعة وكلها فارغة لا تعمل والسبب كما قال الطبيب الشاب غير معروف! وأثناء التجوال التقينا أحد أفراد الأمن المتواجدين فى المستشفى وعندما سألناه عن كواليس افتتاح رئيس الوزراء للمستشفى قال إن الذى حدث ما هو إلا تمثيلية كبيرة فالمستشفى ليس به أطباء أو مرضى رغم أنه مجهز بأحدث المعدات الطبية. وأن الأطباء الذين كانوا فى استقبال رئيس الوزراء منتدبون من المستشفى الميرى للعمل بمستشفى الطوارئ لمدة 10 أيام فقط من الأربعاء 24 سبتمبر إلى الجمعة 3 أكتوبر 2014 وعددهم 8 أطباء ولم يكونوا معينين فى المستشفى كما روج لرئيس الوزراء والمواطنين. الحكاية من البداية وقال الدكتور محمد بركات مدير مستشفى سموحة السابق إن المستشفى بدأ إنشاؤه عام 1995 بمنحة هولندية قدرها 500 مليون جنيه لتحسين الخدمات الصحية لأهالى الإسكندرية وبعد 10 سنوات تم الانتهاء من الإنشاءات وتجهيز المستشفى بأحدث الأجهزة الطبية عام 2004 على أن يكون المستشفى البديله لمستشفى الشاطبى للأطفال فى ذلك الوقت موضحا أنه على الرغم من جاهزية المستشفى للعمل منذ عان 2004 إلا أن المستشفى الجامعى بسموحة منذ عام 2004 إلى عام 2014 لا يعمل بسبب إجراءات إدارية غير مبررة من مسئولى جامعة الإسكندرية. موضحا أنه فى شهر أغسطس عام 2013 تم تعيين 425 وظيفة إدارية دون أن يتم تعيين أطباء أو ممرضين مشيرا إلى أن الجامعة تصرف رواتب للعاملين منذ أكثر من عام دون تشغيل المستشفى أو الاستفادة من هذه العمالة أو المساعدة فى شفاء مريض واحد مما يعد إهدارا للمال العام، وأوضح أن مشكلة الأطباء والوظائف التى أعلنت عنها إدارة الجامعة مع كلية الطب، ليست من شأن إدارة المستشفى ولا التطوير بها، وأن المسئول عن هذه الوظائف هى الجامعة والكلية، وأكد الدكتور بركات أنه تم التضحية به وإقالته من منصبه لأنه وقف بجانب الأطباء المظلومين وطالب بحل كافة المعوقات الإدارية التى تضعها جامعة الإسكندرية لعدم تشغيل المستشفى وفتح أبوابه أمام المرضى. قصة ال 80 طبيبا من جانبه قال الدكتور أحمد عبد المجيد أحد الأطباء المقبولين بالمستشفى ولم يستلم عمله إن قصة ال80 طبيبا الذين تم قبولهم بالعمل بمستشفى سموحة الجديد استعدادا لافتتاحه ثم تراجعت جامعة الإسكندرية عن تعيينهم مرة أخرى بعد أن تم إعلان أسماء الأطباء المقبولين على موقع الجامعة بدأت فى 5 فبراير 2014 حيث قد تم نشر إعلان بجريدة الأهرام لطلب أطباء من مختلف التخصصات لشغل 100 وظيفة طبيب بالمستشفى الجامعى بسموحة وبرج العرب والذى على أساسه تقدم أكثر من 900 طبيب على أن يكون مسجل درجة الماجيستير فى كلية طب الإسكندرية، وحاصلا على درجة تقدير عالية، ومن أبناء المحافظة، وقد تم فحص الأوراق المطلوبة من اللجنة المختصة ثم تم الإعلان عن اختيار 80 طبيبا واعتمدت النتيجة من د. أشرف سعد عميد كلية الطب وتم إخطار الأطباء لإنهاء أوراق التعيين واستلام العمل خلال أسبوع وعندما ذهب الأطباء لإنهاء أوراقهم فوجئوا برفض استلام أوراقهم بحجة أن نتيجة الإعلان مرفوعة لحين دراسة التظلمات رغم اعتمادها من عميد الكلية. وأضاف الطبيب الشاب أن هذه الخطوة ما كانت إلا ترضية من رئيس الجامعة لكبار أساتذة الجامعة الذين أرادوا أن يكون لأبنائهم مكان فى تعيينات مستشفى سموحة ومع ذلك شكلت الجامعة لجنة لدراسة 150 تظلما تم الرد على كل تظلم منها بمبررات الرفض على عدم قبولهم موضحا أنه كان من المفروض أن تقوم إدارة الجامعة بإعلان النتيجة بعد دراسة التظلمات إلا أن الجامعة استمرت فى تسويف عدم استلام أوراقنا وفقا لنتيجة الإعلان بلا أى مبرر فقمنا بعمل محضر بقسم شرطة العطارين ضد إدارة الجامعة وأرسلنا التماسات إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالى ومحافظ الإسكندرية ورئيس جامعة الإسكندرية مضيفا أن رئيس إدارة الشئون القانونية بالجامعة أكد أكثر من مرة أن النتيجة صحيحة. وفيما يخص أزمة تعيين 88 طبيبًا المتقدمين بالمستشفى، أضاف أنه فى شهر فبرايرالماضى تم إرسال التنظيم والإدارة طلبا لتوفير درجات جديدة بالمستشفى، وقد وافقوا على 500 درجة من بينهم 100 طبيب من خلال إعلان نشر فى جريدة الأهرام، وأنه قد بدأ توارد شكاوى عن صياغة الإعلان، وتم الرد على توضيح الإعلان، وتم اختيار نحو 80 طبيبا فى اللجنة الأولى من خلال الإعلان، وأن إعلان النتيجة على الإنترنت ليست النتيجة النهائية، أنه تم التأكيد أن هذا الإعلان معيب، وبه أخطاء، وسيتم نشر إعلان جديد تتوافر فيه الشفافية والعدالة، وسيتم استشارة رؤساء الأقسام عن احتياجات المستشفى عن الأطباء، ووضع توصيف تخصصى عن متطلبات المستشفى. وأضاف أنه قبل زيارة محلب تم تشكيل لجنة من وزارة التعليم العالى ووكيل الصحة وتم وضع تصور لعمل المستشفى، حتى يتم افتتاحه تدريجيا بعمل 50 سريرا بعلاج الحالات المترجلة والمتحولين وليس حالات الإسعاف لأنهم لديهم جدول بالتنسيق مع المستشفيات المختلفة، ومن بداية شهر نوفمبر سيتم التنسيق مع الإسعاف. وقال الدكتور محمود السقا- رئيس اللجنة التى تم تكليفها لإدارة المستشفى إنه سيتم العمل ب 50 سريرا فى مرحلة العمل التدريجى وتوفير 45ممرضة فى سموحة ولكن هناك عجز فى حكيمات العمليات، وأنه قد تم انتداب الأطباء من المستشفى الميرى الجامعى للعمل بسموحة، وأنه بداية شهر نوفمبر سيتم استقبال لمدة يوم واحد حالة إسعاف فى الأسبوع، لتصبح يومين فى الأسبوع الثانى، وزيادتها، لبدء عمل المستشفى بأقصى قوة تشغيل. ليس افتتاحا تجريبيا أما الدكتور أحمد مرسى أخصائى العناية المركزة وأحد الأطباء المنتدبين للعمل بالمستشفى قال إنه ليس افتتاحا تجريبيًا وإنما هو عدم وجود لا أطباء ولا طاقم تمريض وتم غلق أبوابه بعد انتهاء زيارة رئيس الوزراء والسبب الحقيقى وراء هذا هو ضغط بعض أساتذة الجامعة على رئيس الجامعة بوقف نتيجة الأطباء الذى تم إعلان نتيجتهم واستبدالها بأبناء الأستاذة بالإضافة إلى استفادة عدد آخر من أستاتذة الجامعة باستمرار توقف المستشفى لأن لديهم مستشفيات خاصة يضرهم وجود مستشفى بكل هذه الإمكانات يقدم خدمات بالمجان للمواطنين! ومن جانبه أعلن أحد الأطباء المشاركين فى اللجنة المصرية الهولندية طلب عدم ذكر اسمه لحساسية موقفه أن الجانب الهولندى أبلغ وزير التعليم العالى فى خطاب رسمى غضبه الشديد من عدم تشغيل المستشفى الذى استمر إنشاؤه 20 عاما مؤكدين أنهم لن يقوموا بإنشاء أى مستشفيات أخرى بمصر! ويبقى السؤال المهم إلى متى سيظل المواطن المصرى يخدع بافتتاحات وهمية، وكذلك بماذا سيرد وزير التعليم العالى على هذه الفضيحة وماذا سيقول للجانب الهولندى الذى أعلن عدم إقامة أى مشاريع صحية مجانية بمصر مرة أخرى؟!