اعتدنا سنويًا مع بدء «مولد الثانوية العامة» أن نشاهد نفس السيناريو.. ونفس الأقوال..ونفس المسرحية الكوميدية التى تتكرر فصولها سنويًا وأبطالها هم: معالى وزير التربية والتعليم والطلبة وأولياء الأمور، حيث يبدأ الفصل الأول من المسرحية وكالعادة بإطلاق معالى الوزير عددًا من التصريحات النارية والحاسمة قبل بدء موعد امتحاناتها بساعات قليلة بأن الامتحانات لن تخرج عن الكتاب المدرسى وأنها وضعت وفقًا لمواصفات وأنها ستأتى فى مستوى الطالب المتوسط.. وأنه لن ينصاع لأى شكوى بأن الامتحانات جاءت صعبة لأن فى الامتحانات ليس هناك شىء اسمه امتحانات صعبة أو سهلة وأن الامتحان هو الامتحان مع تأكيدات معاليه بأن كلمته لن تنزل أبدًا مهما حدث على طريقة الفنان الراحل عبد الفتاح القصرى فى فيلم «ابن حميدو».. وأنه وضع خطة تأمينية «متخرش الميه» ومعها سيكون استحالة تسريب الامتحانات وسيمنع دخول الطلبة بالموبايل للجان و... و... ويبدأ الفصل الثانى بأن نفاجأ بأن أسئلة الامتحانات جاءت صعبة وعبارة عن لوغريتمات وتفوق مستوى الطالب الممتاز وبعضها جاء من أجزاء ملغية.. ونشاهد الصريخ والعويل من الطلبة وأولياء الأمور وتهديداتهم بوضع «السيخ المحمى فى صرصور ودن معاليه».. ونشاهد أن أسئلة الامتحانات قد تم تسريبها على مواقع «التواصل الاجتماعى» بعد نصف الساعة من بدء الامتحانات بواسطة موبايلات الطلبة والمراقبين بلجان الامتحانات أنفسهم تحديًا لمعاليه.. وأن الذين دخلوا على الموقع بلغوا 20 ألف زائر «يا نهار أسود» أى أن الامتحانات أصبحت مشاعا للجميع.. ويبدأ الفصل الثالث للمسرحية بأن كلام معاليه سوف ينزل الأرض هذه المرة مع تأكيدات معاليه أنه لن ينزل المرة القادمة وأنه سيتم إعادة توزيع الدرجات واستبعاد الأسئلة الصعبة وتوزيع درجاتها على الأسئلة الأخرى لأنه لا يقدر على «زعل» الطلبة ولا أولياء أمورهم.. «وطظ» فى العملية التعليمية وتكافؤ الفرص.. وأن التسريبات التى حدثت محدودة.. وتنتهى المسرحية بأنه سيتم إحالة واضعى الامتحانات للتحقيق. هذا هو السيناريو المعتاد سنويًا ونفس الكلام من جانب أطراف المسرحية.. وأدعو وأقول «ربنا ميقطعها عادة».