سبحان الله.. فى كل مرة تحاول جماعة الظلام إفساد حياتنا وفرحتنا ينقلب سحرهم عليهم. هم دون أن يدروا كعادتهم قدموا لنا خدمة عظيمة حين أطلقوا كلابهم المأجورة لتحاول أن تشوه فرحة المصريين فى يوم عظيم من تاريخ مصر، لكنهم حين تفتقت أذهانهم القذرة عن تلك الأفعال الشائنة المبالغ فى حقارتها والتى لا تصدر حتى عن متحرش أو مغتصب فهى تشير بكل تأكيد إليهم وإلى نفوسهم المريضة المتآمرة! فمن يتأمل كلمات الضحية للرئيس السيسى التى قالت فيها إنهم شكلوا دائرة مغلقة وأفعالهم ممنهجة ، ثم من يتابع ما قاله أحد الأطباء الذين استدعوا لعلاج الضحية، ثم من يقرأ أقوال المتهمين المجرمين الذين برروا فعلتهم بأنهم سمعوا البعض يردد أن سيدة سيئة السلوك تنتهك فأرادوا أن يشاركوا، ومن يتذكر حوادث شبيهة فى قبحها كانوا يرتكبونها تحديدا فى ميدان التحرير لترويع الفتيات والسيدات والمجتمع كله - يدرك تماما أن أياديهم الملوثة ورائحتهم النتنة تفوح من هذا الحادث القبيح! لكنهم بنفس غبائهم المستحكم وحماقتهم التى يتفردون بها قدموا لنا خدمة جليلة- صحيح أن سيدة بريئة طاهرة كانت هى وغيرها ضحيتين، لكن ربما كانت أيضا سببا مباشرا لوضع حد لما تعانى منه نساء مصر من آفة استشرت وأصبحت كالوباء، يغذيها ضعف الأخلاق وقلة التربية والبعد عن الله! فلطالما بحت أصواتنا أن الشارع المصرى انهار وقيم المجتمع تهاوت، وبعض الصبية والشباب الذين لم يجدوا أبا أو أما أو قدوة يعلمونهم العيب، فانطلقوا فى كل مناسبة يفسدون سعادتنا، ثم ها هى ذى العصابة المنبوذة من كل المصريين تنتهز فرصة سعادة المصريين بعد أن طوقها الأمن وضيَّق الخناق حولها لم تجد سوى تلك الوسيلة لتفسد فرحتنا! كان يجب أن نشهد كارثة وفضيحة وجرسة حتى تهتز قلوبنا المتبلدة وعيوننا التى اعتادت القبح وآذاننا التى تلوثت بقبح الكلمات. كان يجب أن تنتهك الأعراض على مرأى ومسمع من رجال مصر أصحاب النخوة والمروءة لنبدأ بجدية حقيقية مواجهة هذا الانهيار الأخلاقى، كان يجب أن تتحطم سيدة محترمة أمام أعين ابنتها الشابة حتى نفيق ونستغفر الله كثيرا أننا بسلبيتنا شاركنا فى هذا حين تركنا تلك الأفعال تتكرر أمام أعيننا وتزداد يوما بعد يوم ونحن نقف مكتوفى الأيدى! العزاء الوحيد فيما حدث هو أنه هز المجتمع كله، وجسد المشكلة، والذى لا يعرفه هؤلاء أن مجتمعنا تغير ونساءه تغيرن، ولن يسمحن بتكراره، وأننا أصبحنا نعيش فى دولة، وأنهم مهما فعلوا فلن يخيفونا بعد اليوم، وأن هذه الحادثة ربما تكون آخر حادثة تحرش مخزية تشهدها مصر.. فهل أدركوا قيمة خدماتهم لنا ؟ .. لا أظن !