عُرف فى التاريخ كواحد من أشهر الكذابين.. إنه مسيلمة بن حبيب الذى عُرف باسم مسيلمة الكذاب، والذى ادعى النبوة فى عهد النبى محمد ( صلى الله عليه وسلم ).. وكان يدعى الكرامات فأظهر الله كذبه ولصق به لقب الكذاب.. وعندما ادعى النبوة قال له أتباعه إن محمدا يقرأ قرآنا يأتيه من السماء فاقرأ علينا شيئا مما يأتيك من السماء فقرأ عليهم مسيلمة هذا الكلام الفارغ: يا ضفدع بن ضفدعين.. نقى ما تنقين.. نصفك فى الماء ونصفك فى الطين.. لا الماء تكورين ولا الشراب تمنعين (!!).. وليس من قبيل المبالغة أن نقول إن جماعة الإخوان ورثت عن مسيلمة الكذب.. كأنهم أحفاده.. يكذبون كما كان يكذب ويقولون مثله الكلام الفارغ! ولا يخجل الإخوان من أكاذيبهم، بل إنهم يرددونها كما يتنفسون.. بلا جهد وبلا عناء.. وبلا خجل! اسمع ما يقوله الإخوان عن ثورة 30 يونيو التى خرج فيها ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين يطالبون بإسقاط دولة الإخوان وسقوط حكم المرشد. كل فضائيات العالم نقلت صور حشود المصريين فى الشوارع والميادين.. وكلها تحدثت عن تقديرات لا تقل عن ثلاثين مليون مواطن.. فماذا قالت جماعة الإخوان؟! فى البداية أطلقت الجماعة كذبة أن صور الحشود ليست صورا حقيقية إنما هى «فوتوشوب» من صنع المخرج السينمائى خالد يوسف.. ثم أدركت الجماعة أن كاميرات خالد يوسف لم تكن وحدها التى نقلت صور الحشود، إنما نقلت هذه الصور كاميرات الفضائيات الأجنبية أيضًا.. فتحول الإخوان لكذبة جديدة فقالوا إن الحشود التى خرجت يوم 30 يونيو ليست أكثر من حشود ميدانى رابعة والنهضة.. وراح الإخوان يتحدثون عن انقسام الشعب المصرى عدديا فزعموا أن نصف المصريين يريدون إسقاط الرئيس المعزول مرسى ونصفهم يتمسك به! ومرة أخرى يكتشف الإخوان أن كذبتهم عن أعداد المؤيدين لم تنجح فى إقناع أحد.. لا فى الداخل ولا فى الخارج فاخترعوا كذبة «الانقلاب»! بدأ الإخوان بمساعدة قناة الجزيرة القطرية فى الترويج لفكرة أن ما حدث يوم 30 يونيو لم يكن ثورة وإنما هو انقلاب عسكرى.. وتمخض إبداعهم عن أغنية سخيفة تحمل عنوان «ثورة ديه ولا انقلاب».. وراحوا يرددون الفكرة كأنها حقيقة وكأنهم قادرون على استخدام الأكاذيب فى صناعة الصدق! ومرة ثالثة يكتشف الإخوان أن كذبة إنكار الثورة وادعاء أنها انقلاب لم تنطل على أحد ولم تقنع أحدًا فيتحولون إلى كذبة جديدة! يعترف الإخوان أن ما حدث يوم 30 يونيو كان ثورة وأن هناك ملايين خرجوا بالفعل إلى الشوارع والميادين ولكنهم خرجوا لمطلب واحد هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وليس إسقاط الرئيس بهذه الصورة.. ويزعم الإخوان أن الجيش وتحديدا الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع انتهز الفرصة واستثمر الموقف وانقلب على الرئيس الشرعى.. وأن الغالبية العظمى من الذين خرجوا يوم 30 يونيو غير راضين عن الطريقة التى تم بها إقصاء الرئيس المعزول عن الحكم. وراح الإخوان يرددون كذبتهم الجديدة كأنها حل عبقرى لإسقاط الانقلاب!.. الشعب لم يكن يريد إسقاط الرئيس ولكنه فقط كان يريد انتخابات رئاسية مبكرة.. والشعب اكتشف أنه خُدع وأن الفريق أول عبد الفتاح السيسى هو الذى خدعه.. والشعب لا يريد حكم العسكر ولا يحب الجيش ويتمنى التخلص منه (!!) ويأتى الاستفتاء على الدستور الجديد ويدرك الإخوان أن نتائج الاستفتاء ستكتب شهادة وفاتهم.. شهادة النهاية.. وكالعادة لا يملك الإخوان إلا البحث عن أكاذيب جديدة! *** منذ اللحظة الأولى التى نقلت فيها كاميرات الفضائيات المصرية والعربية والأرضية وقائع الاستفتاء.. منذ هذه اللحظة ظهر واضحًا أن النتائج ستحسم بشكل كبير مدى التفاف الشعب حول جيشه وتمسكه بقواته المسلحة وتقديره للفريق أول عبد الفتاح السيسى الذى ينظر إليه الشعب على أنه مخلصه من الإخوان! منذ هذه اللحظة ظهر واضحًا أن الإخوان لن يعد فى مقدورهم أن يستمروا فى الكذب ويزعموا أن الشعب ضد الانقلاب. منذ هذه اللحظة ظهر واضحًا أن الشعب المصرى على وشك أن يكتب شهادة وفاة جماعة الإخوان المسلمين. وجاءت النتائج مذهلة! أكتب هذه الكلمات قبل ساعات من إعلان النتيجة النهائية للاستفتاء على الدستور.. لكن ما تم الإعلان عنه من نتائج فرعية يؤكد أن النتيجة النهائية مذهلة وحاسمة بكل المقاييس! على سبيل المثال فقد أظهرت النتائج الأولية أن نسبة الذين شاركوا فى الاستفتاء تزيد على ال 40%.. بعض المؤشرات أكدت أنها تزيد على 45% وهى نسبة لم تتحقق فى أى استفتاءات سابقة.. بل إنها تفوق حتى النسب العالمية. ثم أعداد الذين قالوا «نعم» مقارنة بأعداد الذين قالوا «لا».. فى محافظة الدقهلية على سبيل المثال.. قال 1874592 «نعم» وقال 16871 «لا».. وفى محافظة قنا قال 360960 «نعم»، وقال 6522 «لا».. وفى محافظة أسوان قال 248571 «نعم»، وقال 5517 «لا». وفى محافظة الوادى الجديد قال 50420 «نعم» مقابل 1808 «لا».. وفى محافظة البحر الأحمر قال 75375 «نعم»، وقال 2002 «لا».. وفى الإسماعيلية قال 284773 «نعم»، وقال 5621 «لا». وتتوالى النتائج لتؤكد أن النتيجة النهائية مذهلة وحاسمة.. ويبدأ الإخوان فى الكذب. يزعم الإخوان أن نسبة المشاركين فى الاستفتاء لا تتجاوز ال 5% من الذين لهم حق التصويت.. بعضهم تواضع وقال إن النسبة لا تزيد على 10%. واستخدم الإخوان كاميرات الجزيرة التى سلطت على ثلث أو أربع لجان انتخابية غير مزدحمة للتدليل على صحة أكاذيبهم.. وراح الإخوان يرددون أكذوبة مقاطعة الشعب المصرى للاستفتاء.. بل إن بعضهم تبجح وقال إن المؤشرات تؤكد أن الذين قالوا «لا» للدستور أكبر من الذين قالوا «نعم» لكنه التزوير (!!) ومضى الإخوان خطوة أبعد من الوقاحة والتبجح فأصدر ما يسمى بتحالف دعم الشرعية بيانا يشكر فيه الشعب لأنه.. قاطع الاستفتاء (!!) *** أحفاد مسيلمة لا يتوقفون عن الكذب.. أحفاد مسيلمة لا يعرفون حمرة الخجل.. أحفاد مسيلمة مثل جدهم تماما.. يكذبون ويكذبون ويكذبون ولا يتوقفون عن قول الكلام الفارغ!