«أزمة السحابة السوداء وحرق قش الأرز» عنوان عريض قد يتصدر صفحات الجرائد وعناوين الأخبار فى كل موسم، قد تتغاضى عن العنوان وقد تقف أمامه ثوانى مثلما فعل د. محمد أبو النجا وإيناس خميس ومجموعة أخرى من الشباب الذين اقتنعوا بالعبارة الشهيرة «الحاجة أم الاختراع» واستطاعوا أن يقوموا بتحويل أزمة قش الأرز إلى منتجات ورقية رائعة لها استخدامات متعددة وأشكال مختلفة. فى البداية، قالت د. إيناس خميس القائمة على المشروع: إن الفكرة جاءت من خلال دراسة زوجها د. محمد أبو النجا فى اليابان والذى استطاع أن يطور عمله هناك ويحول قش الأرز إلى ورق، وبعدها حاولنا الاستفادة من هذا الورق ونقوم بصناعة بعض المنتجات الورقية المختلفة. وعن خطوات صناعة الورق قالت أميرة حسن من الشباب المشارك فى هذا المشروع إن الفكرة بدأت منذ 3 سنوات وجعلنا مقرها إحدى الورش الموجودة فى قرية الفخاريين بمصر القديمة، مشيرة إلى أن أولى خطوات صناعة الورق تأتى بشراء بآلات قش الأرز من الفلاحين والتى يصل سعرها فى بعض الأحيان إلى 60 جنيهًا للبالة الواحدة ثم نقوم بنقع تلك البالات فى المياه النظيفة لمدة 3 أيام على الأقل. وأضافت: الخطوة الثانية نقوم بغلى قش الأرز فى المياه لمدة يوم كامل حتى ينضج ويصبح أشبه بالعجين وبعدها نضعها فى ماكينة تطحنها تماما وتحولها الى عجينة نقوم بإضافة بعض المكونات التى تساعد على تماسكها وبعدها نضعها على شبكة ويتم وضعها على الحائط حتى تجف تماما. وتابعت: أما الخطوة الثالثة فبعد أن نتأكد من جفاف الورق تماما نقوم بجمعه ويضاف إلى الإسكنر لطباعة الألوان أو الرسومات المختلفة عليه وبعدها نقوم بتحويله إلى المنتجات التى نريدها، مشيرة إلى أن الكثير حاول سرقة فكرة المشروع وتنفيذها ولكنه فشل. وعن تلك المنتجات قالت راندة محمد إن المنتجات عبارة عن صناديق للهدايا أو كتيبات لكتابة الملاحظات أو المصابيح واستطعنا صناعة ساعة من الورق المزينة بالحروف العربية منها أيضا وألبوم للصور وغيرها، مشيرة إلى أن كل تلك المنتجات يتم صناعتها يدويا بدون تدخل تكنولوجى نهائيا. وأشارت راندة إلى أن تلك المنتجات اليدوية يقدرها الأجانب كثيرا ويستطيعون أن يشعروا بالجهد المبذول فى هذا المنتج لذلك فهى تجد معجبيها فى البازارات والأماكن السياحية على عكس المصريين الذين لا يعروفون بتلك المنتجات من الأساس. وأضافت راندة أن تلك الورشة تعتبر الوحيدة على مستوى الشرق الأوسط التى تصنع الورق من قش الأرز ويأتى إلينا الكثير من الوفود اليابانية والفرنسية لترى كيفية العمل فى تلك الورشة الصغيرة ونحصل على الكثير من الإعجاب منهم، بالإضافة إلى بعض المساعدات الخاصة فى تسويق منتجاتنا فى الخارج، لافتة إلى أن السفارة الفرنسية قامت بشراء بعض المنتجات التذكارية وقامت بتوزيعها على موظفيها كنوع من التذكار من مصر. وقالت فاطمة أحمد من العاملين فى المشروع إننا استطعنا الحصول على المركز الثالث فى مسابقة BBC WORLD CHALLENGE وحصلنا على تكريم كبير كبراءة اختراع لمنتجاتنا ولكننا لم نجد التكريم المناسب من جانب الدولة فى هذا المجال، بالإضافة إلى أن الكثير من التجار يستغل حاجاتنا لقش الأرز ويقومون برفع أسعاره لتصل أحيانًا إلى 60 و70 جنيها للبالة. وطالبت فاطمة بإدخال الغاز الطبيعى فى قرية الفخاريين للمساعدة فى إتمام عملية الإنتاج، مشيرة إلى أن معظم العاملين على هذا المشروع متطوعون يعملون بدون أجر، مشيرة إلى أننا أيضًا استطعنا أن نساعد مجموعة من الشباب ذوى الاحتياجات الخاصة وتعليمهم كيفية صناعة تلك المنتجات ومنهم من استمر معنا فى العمل حتى الآن. وأشارت راندة إلى أنه من المهم أن ندرك أن هناك الكثير من الأشياء الصغيرة التى قد تتحول إلى نواة لبعض المشروعات الكبيرة والمفيدة، بالإضافة إلى أنها قد تصبح حلولا مثالية لبعض المشكلات الآتية المهمة.