أدهشنى وأعجبنى كثيرا الموقف الذى اتخذه المستشار خالد محجوب رئيس محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية حينما قرر التنحى عن نظر قضية جديدة لهروب سجين من سجن وادى النطرون أثناء أحداث ثورة 25 يناير2011 واقتحام السجون والذى كان المستشار خالد محجوب قد سبق أن نظر مثل هذه القضية طوال الفترة الماضية قبل ثورة 30 يونيو والتى عرفت بقضية «الهروب الكبير» اتخذت مايقرب من 6 شهور من النظر وأصدرت فيها المحكمة حكمها المعروف وطلبت من النيابة العامة فتح تحقيقاتها فى هروب قيادات الإخوان المسلمين من سجن وادى النطرون ووقائع أخرى متعلقة بهروب أعضاء حماس وحزب الله وخاطبت الإنتربول الدولى لضبط الهاربين من سجن وادى النطرون. لكن ماهى أسباب التنحى التى جعلت خالد محجوب يتنحى عن نظر هذه القضية الثانية؟. أولها: أن القضية الثانية مماثلة ومتشابهة مع القضية الأولى التى أصدر فيها الحكم. وثانيها: أن قرار خالد محجوب جاء حفاظا من هيئة المحكمة على حياديتها واستقلالها. ثالثهما: أن القضية الثانية ذات الدعوى وذات الوقائع فهى تتحدث عن وقائع هروب لمسجون أثناء الفوضى فى أحداث 28 يناير حيث بات أمر نظرها بالنسبة لهيئة المحكمة أمرا محرجا ونظرها فى نفس الدائرة يحرج الدائرة للخوض فيها مرة أخرى. أما المستشار القاضى المحترم الجليل خالد محجوب فهو يؤكد أن المحكمة أفصحت عن رأيها مسبقا وكونت عقيدة فيها فأصبح الخوض فيها يشوبه عدم الحيدة وحرصا من المحكمة وحفاظا على حيدة القضاء قررت المحكمة التنحى عن نظر هذه القضية وأحالت أوراق القضية إلى رئيس محكمة الإسماعيلية الابتدائية مرة أخرى لتحديد دائرة أخرى. وأضاف أن المحكمة استخدمت حقها فى التبليغ عن تلك الوقائع طبقا لنص المادتين 25 و26 من قانون الإجراءات الجنائية. وهذا الموقف يتطلب منا أن نقول لهذا القاضى وهيئة المحكمة: تعظيم سلام فأنتم قضاة مستقلون حقا وهذا الموقف هو دليل على استقلال القضاء المصرى ونظافة يد القضاة المصريين. وأقول لقضاة الاستقلال ليس استقلال القضاء هو الصعود على المنصات وإعلان الموقف السياسى للقاضى من على منصة الميادين. إن القضاة المحترمين لم يخرجوا فى مظاهرات حتى دفاعا عن استقلال قضائهم واشتراكهم فى الثورة أقصد ثورة 30 يونيو لكنهم التزموا بالاحتجاج والتظاهر فى ناديهم وهو نادى قضاة مصر ولم يذهبوا إلى منصات ميدان التحرير أو ميدان الاتحادية مثل غيرهم وهذا فى رأيى هو الاستقلال والحياد حتى لو كان للقاضى رأى فى الشأن العام أو موقف سياسى لكنه يلتزم بهيبة واحترام واستقلال القاضى مهما كان موقفه السياسى. وفى النهاية أقول للقاضى المستشار خالد محجوب تعظيم سلام لموقفك وموقف هيئة المحكمة معك وهذا هو استقلال القضاء وحياد القاضى بالفعل والدليل ماقمت به .