نعم الإسلام أعظم وأجل من أن يكتب على قطعة قماش تستخدم للدعاية فى الانتخابات.. كيف يوظف الدين فى خدمة أغراض سياسية رخيصة ؟!.. كيف نحط من شأن الدين وننزل به من علياء القلوب والعقول إلى أسفل كعوب الساسة والسياسيين؟!. كلنا نعلم يا سادة أن السياسة لا تخلو من الخداع والكذب والافتراءات والالتفاف والتمويه والنفاق وطمس الحقائق وتلميع الباطل إلى آخر قاموس العهر السياسى وكلها جرائم قيل عنها إنها مشروعة فى عالم السياسة!!.. ونرى كثيراً من السياسيين يعملون تحت مظلة مترادفات الباطل والنفاق السابق ذكرها والآخرين يعملون تحت مبدأ ميكيافيللى _ الغاية تبرر الوسيلة!! أما ما يثير العجب والغضب فى آن واحد هو كيف لجماعة سياسية أو حزب سياسى أن يرفع شعارات دينية « الإسلام هو الحل». فهذا ببساطة شديدة يعنى أن كل الخصوم السياسيين لتلك الجماعة أو هذا الحزب هم من أعداء الإسلام!! فهل هذا معقول ؟!. وهذا يعنى أيضا أن يرفع السلفيون شعار القرآن هو الحل.. وأصحاب الطرق الصوفية التصوف هو الحل.. والجماعات الجهادية الجهاد هو الحل.. والجماعات الإرهابية الإرهاب هو الحل؟!. وهكذا نكون قد طعنا العقائد فى مقتل واستهزأنا بالدين وتشرذمنا شيعيا وفرق وبعدنا كل البُعد عن الدين وتعاليمه.. أيها السادة الإسلام اكبر منكم جميعا.. فهو مرجعية للجميع وهو أكبر من أن تحتكره جماعة أو حزب سياسى.. نعم الإسلام دين ودنيا.. وإذا كنتم تقولون إن الإسلام نظام شامل.. إذاً فكل التيارات السياسة يمكن أن تستخدم هذا الشعار. أما الأسلم والأفضل والمفروض هو أن نبتعد عن كل الشعارات الدينية وأن نتجنب استخدام الدين فى الصراع السياسى لأن هذا الأمر خطير وقد يضرب المجتمع فى مقتل.. أيها السادة البلد مجروح ويحتاج إلى لم الشمل والبعد عن كل ما يلهب هذا الجرح.. فإذا كان لتلك الجماعة أو هذا الحزب ثأر قديم مع النظام السابق أو الأنظمة السابقة.. فهذا لا يعنى أن يكونوا فى حالة ثأر مع البلد كله أو مع الأمة بكل مكوناتها وطوائفها وأعراقها. نعم أنتم لكم ثأر عند الأنظمة السابقة بما فيها النظام الملكى وقد عجزتم عن مجرد زحزحة أى من هذه الأنظمة بل كنتم دائما تنتظرون أن تجنوا ثمار ما حققه غيركم. أما العجيب والغريب أنكم دائمًا كنتم تساعدون على تثبيت أنظمة الطغيان سواء كنتم تقصدون ذلك أو لا تقصدون ولكن الثابت تاريخيا أنكم ساعدتم على تثبيت هذه الأنظمة عقودا طويلة.. أما الآن وعندما سنحت لكم فرصة لم تصنعوها أو تشاركوا فيها تريدون أن تثأروا من مصر كلها ؟!.. لكن هيهات هيهات لا تلعبوا بالنار.. فالنار ستحرقكم فى آتون غضبة شباب هذه الأمة.. الشباب الذى قام بثورة 25 يناير وحطم أسوار الظلم والطغيان لن يترك لكم الساحة خالية تعبثون فيها وتدمرون مستقبل الوطن.. أيها المتعجرفون أنتم لستم مصر ولن تكون مصر إخوانية أو سلفية أبدًا.. مصر إسلامية قبطية وستظل هكذا أبد الدهر.. أيها السادة إن استخدام أى دين فى خدمة الأغراض السياسة الدنيئة يعنى الاستخفاف بهذا الدين ووضعه فى غير موضعه.. فالدين ليس « كوبرى» أو « معدية « تستخدم للوصول إلى هدف دنيوى رخيص حتى ولو كان هذا الهدف هو القفز على حكم البلاد.. وأنا أستعير بعض الأبيات الشعرية من قصيدة المواكب للشاعر جبران خليل جبران والتى قالها قبل تسعين عامًا وكأنه كان يتنبأ بما سيحدث الآن فقد قال.. كأن الدين درب من متاجرهم.. إن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا. كأن الدين حقل ليس يزرعه.. غير الذى له فى زرعه وتر. فهل أنتم تزرعون حق الدين لأن لكم مصلحة سياسية تقطفون ثمارها بوصولكم إلى سدة الحكم أم ماذا ؟!.. أفيقوا يا سادة فالدين ليس تجارة تحترفوها أو حقلا تزرعوه .. الدين أعظم وأجل وأطهر من كل ذلك فهو يعلو ولا يعلى عليه.. وأقول لكم بالمصرية الدارجة .. العبوا غيرها !! و«شوفوا لكم شعار آخر تضحكوا به على الناس». [email protected]