لقد فقدت مصر والعالم العربى عملاقا كبيرا وفيلسوفا وأديبا وصحفيا الأستاذ الكبير أنيس منصور، فهو صاحب الكلمات السهلة، وعندما كان يمسك بالقلم ليكتب فإن القلم كان لا يسعفه لأن فكره وكلماته كالأمطار والسيول، وكان خطه بدون نقط فوق وتحت الأحرف وكان هو شخصيا يتعجب عندما كنا نقرأ خطه فكان يشفق علينا بكلماته العذبة التى هى من قلبه فتجعلك تعمل بدون أى ملل فكان عطف الأبوة الصادقة. وكان متواضعا جداً يكن الاحترام للصغير والكبير ويجلس فى أى مكان فكان يجلس فوق المكتب بصالة التحرير ليشرح ويعلم ويحكى النوادر والحكايات والنكت وكانت المناصب لا تشغله ولا يسعى إليها أبداً، فهو صاحب العقل الكبير وصاحب أكثر من مائتين كتابا هو أولاده كما كان يقول دائما وكان يرحمه الله صاحب الأخلاق الكريمة واللسان العفيف والقلب الناصع الذى يحمل كل المعانى الجميلة فهو ناصع كالثوب الأبيض. فإذا كنا قد فارقنا جسده فإن روحه الطاهرة ستظل معنا دائما وأعماله وخفة ظله. لقد عملت معه لسنوات طويلة فلم أجد منه إلا الأب الحنون - رحم الله الكاتب الكبير وأسكنه فسيح جناته.