عن توحد الأمة المصرية مسيحييها ومسلميها أقول إن لدى الأدلة الدامغة على أنه لا يوجد سبب واحد لتميز أيهما عن الآخر. الدليل الأول شاهد إثبات واسمه نهر النيل دعوته على منصة القضاء وقلت أتقسم أن تقول الحقيقة ولا شىء سواها فأقسم قلت له يا نيل هل ساءلت عندما رويت بمائك الطاهر من سقيت؟. ما دينك؟ هل ساءلت عندما رويت شجرة أو زرعا لمن هى وبما يدين زارعها؟ قال: قسما على قسم لقد رويت كل مصرى طلب الرواء والارتواء ولم أسأل يوما من هو أو بما يدين. الشاهد الثانى: كانت حبات رمال أرض الفيروز بسيناء الحبيبة قلت لها بعد أن أقسمت بكل الإيمان على قول الحقيقة يا رمال الفيروز عندما سالت الدماء وارتويت بكراتها البيضاء والحمراء هل سألت أى دماء ولمن تكون وما عقيدتها؟. قالت يا سيدى لقد احتضنت بين ذراتى وحباتى دماء المصريين الذين احتضنونى وقدموا أرواحهم الطاهرة فداء لى فلم يبخل على مسيحى ولا مسلم فأنا منهم جميعا ولهم جميعا فأنّا لى أن أسأل مثل ذلكم السؤال الغبى! كفانى وكفانى أنه مصرى أبى. بل لقد شاهدت إن أردت أن أروى ملاحم رائعة فيها افتدى المسلم المسيحى بدمه وافتدى فى أخرى المسيحى المسلم بدمه فقد كان الجميع لا يعلم إلا أنه مصرى يدافع عن حباتى ويصون كرامة كل مصرى فكفانا سيدى أننا مصريون. الشاهد الثالث: فكانت ثورات مصر المتعاقبة حيث أجابت جميعها بعد أداء القسم قائلة يا سيدى على مر التاريخ من ثار هو المصرى ولن أقول لك سوى قولا واحدا فلتسأل مكرم عبيد وأترابه ولتسأل ميدان التحرير ولن تجدن سوى قولا واحدا يا سيدى كنا كلنا مصريون لا يعرف أى منا عقيدة أو ديانة الآخر إلا عندما توجه كل منا إلى الصلاة فكان يحمى من فرغ من صلاته الآخر عندما يدخل هو فى صلاته. الشعب المصرى بالفعل مسيحيون ومسلمون هم على تلك العقيدة واسأل الكنائس عندما ظلت دون حراسة رسمية أسابيع وأياماً هل أصابها سوء لا قدر الله لقد حماها المواطن مسيحيا كان أو مسلما وما ذلكم الذى يحدث من حين وآخر من خلافات هى فى الأصل لأسباب اجتماعية لا شأن مطلقا لها بالدين أو العقيدة فهى تحدث بين مسيحيين ومسيحيين أو بين مسلمين ومسلمين.