إذا كان وائل غنيم مدير التسويق الإقليمى لشركة جوجل فى الشرق الأوسط، والذى ظل حبيسا طوال اثنى عشر يوما- قد وجد من يدافع عنه من زملاء له، وقنوات فضائية عربية وعالمية تساءلت عن غيابه، ووزير الداخلية التقى به، ودكتور حسام بدراوى اصطحبه بسيارته إلى منزله – فإذا كان قد وجد كل هذا الاهتمام، وهو يستحقه عن جدارة، فماذا عن زهور الشباب الذين رحلوا واستشهدوا يومى الجمعة 28 يناير الدامى، والأربعاء الثانى من فبراير فى موقعة الجمل! ماذا عن هؤلاء ؟ هل ضاعت دماؤهم، ومعها أحلامهم وأحلام أسرهم، فهم لاينتمون إلى شركات عالمية، فمثلهم مثل الكثيرين من شباب هذا الوطن، حملوا آمالهم وأرواحهم، وحلموا بمصر جديدة تعبر عن شبابهم الواعد. لم يفعلوا شيئا سوى الحلم والسلم، فضاع شبابهم وضاعت أرواحهم على يد حفنة من المجرمين، وخلفوا وراءهم جراح وآلام عشرات الأسر، التى قدم كل منها شهيدًا فى ريعان شبابه لهذا الوطن. لقد أصبح علينا الآن، أن نجد وسيلة حتى لا يضيع دم هؤلاء، فلا يهدأ الأمر ولا يبرد، فدماؤهم أمانة فى أعناقنا، وثأرهم واجب علينا ، وحياتهم فنيت من أجلنا، فلا أقل من أن تبادر الدولة بالوقوف إلى جوار أسرهم، فبعضهم آباء لأطفال صغار، وبعضهم كان يعول أسرته، وفى كل الأحوال فإن فقدهم كارثة لهذا الوطن بكل المعايير. لكن عزاءنا أن هؤلاء قد صنعوا بدمائهم مصر جديدة، مصر كبيرة بحجم أحلامهم وطموحاتهم وشجاعتهم، مصر ما كان لها أن تولد إلا بدمائهم ! أما بداية هذه الوسيلة فهى أن نمحو عنهم ما لحق بهم من اتهامات باطلة، وأكاذيب كثيرة طالت شرفهم وأغراضهم، علينا أن نضعهم فى مصاف أبطال وشهداء هذا الوطن، لكن ربما يتفوق هؤلاء عن غيرهم، إنهم استشهدوا فى قلب هذا البلد، وفى قلب عاصمته، وإنهم قتلوا على يد مصرية وليس على الحدود أو بيد الأعداء !