فرقة وانقسام واضح وانعدام لثقافة التوحد وخلل في منظومة النسيج العربي المتآلف ونزاعات تحدث دون سبب أو داع تشوه صورتنا أمام العالم وتضعنا في صفوف الأمم المتخلفة. اننا وللأسف الشديد أصبحنا أمة افتقدت الأعمال العظيمة التي تصنع مجدها فصارت تقبل كل ما يحدث لها عاجزة عن أن يكون لها موقف موحد ولم تعد قادرة علي أن تحدد ما يجب أن تسعي لتحقيقه من أولويات. ما حدث مؤخراً من جدل حول اذاعة مباريات بطولة الأمم الافريقية المقامة حالياً في أنجولا علي شاشات التليفزيون المصري. وحالة ما يمكن تسميته بالمهاترات حيث عدم امكانية البث وبعد قليل طلب 10ملايين دولار وهو مبلغ مبالغ فيه ثم طلب شركةCNE بتوزيع كروت المشاهدة دون وسيط عبر منافذ خاصة بما يتنافي مع قواعد الشركة المصرية للأقمار الصناعية .والرغبة في أخذ حقوق بث مباريات الدوري المصري وأرشيف كرة القدم بما يشكل شروطاً مستحيلة للتفاوض. فيتقدم التليفزيون المصري بشكوي الي الاتحاد الافريقي لكرة القدم "CAF يطالب فيها بالتدخل وارغام قناة الجزيرة علي اذاعة المباريات بعد أن رفضت الجزيرة نفسها وبدون ابداء أسباب دفع التليفزيون لكافة الحقوق المادية التي طلبتها. نزاع طويل ومشكلة أصبحت مثار جدل كبير عروض ثم رفض قبول صباحاً ورفض ليلاً الي أن ينتهي الأمر بعد ذلك بأن يتم بث مباراة مصرونيجيريا وتستقر الأمور نسبياً. ان قلنا بأنها سياسة عدائية ضد مصر ورغبة حقيقية في افتعال أزمة صح القول وان اعتبرناه تعنتاً شديداً في التعامل مع الجانب المصري صح قولنا كذلك في النهاية نجد انفسنا أمام أشياء غامضة لا ندري ما وراءها. المشكلة علي وشك الانتهاء والموضوع مش خطير جداً نعم لكن الأهم تجنب ما سيأتي بعد ذلك .ما المانع بأن يجلس مديرو وأصحاب القنوات الخاصة سوياً ويتفقوا علي ميثاق شرف من شأنه تنظيم عملية البث ضمن أسلوب حضاري ننأي به عن مثل هذه الأمور. والحقيقة أن الغموض والتفكك والخلاف أصبح هو العرف السائد والمسيطر علي حال الأمة العربية ليس في الأمور السياسية والداخلية وكل ما هومن شأنه تدعيم الوحدة العربية واليوم نجده أيضاً في الرياضة وكرة القدم . الموضوع أكبر من الشق الرياضي ومباريات أنجولا ليست هذه المشكلة لكن ما يهمنا هو الدافع وراء هذا الانقسام والتشكيك وأحوالنا نحن العرب بعضنا مع بعض. الأمة العربية كلمات جميلة لكنها يبدو أنها افتقدت معناها. واذا كنا بهذا الحال مع أنفسنا فكيف لنا أن نتفق أو نجلس معاً لنبحث ما يخصنا من قضايا ومشكلات. لا نريد صورة شكلية لعرب يجلسون علي مائدة واحدة في حوار ما أو بحث لموضوع ما سياسي أو اجتماعي أو ثقافي أوغيره وقلوبهم مليئة بالضغائن كل الي الآخر بل والجلوس دون الرغبة في الوصول الي حل. لمصلحة من هذه الانقسامات؟ اننا لسنا أمام حرب مع الآخر لكن يبدو مما يحدث أن هناك من يسعي لأن تكون النيران القادمة نيرانا صديقة. شبعنا كلاما جميلا عن الاتحاد ونبذ الخلافات والمصلحة الواحدة وحب الآخر والبعد عن الفرقة والانقسام وما يجب أن تكون عليه علاقات العرب لكن المحتوي صفر كبير. كنا بالأمس نتحدث عن كيفية تدعيم الوحدة العربية واليوم أقول أننا بحاجة الي أن نحاول السيطرة علي مواطن الخلل في الأوضاع العربية. مابين العرب من أمور سياسية أو اجتماعية أو حتي رياضية يكشف عن أوضاع من الصعب أن نطمئن اليها في الأيام القادمة. فما الحل؟