ويقول المحللون انه من المرجح ان يختلف الزعيمان اللذان يلتقيان للمرة الاولي منذ تولي نتنياهو منصبه في مارس واوباما في يناير، علي كيفية معالجة التهديد النووي الايراني ومحادثات السلام مع الفلسطينيين. فنتنياهو يريد التعامل مع المسالة الايرانية اولا لانه يعتقد ان الفلسطينيين ليسوا مستعدين لاقامة دولة، بينما يرغب اوباما الربط بين تقدم المفاوضات بشان اقامة دولة فلسطينية مستقلة وبين كسب دعم الدول العربية في مواجهة ايران. الا ان ارون ديفيد ميلر الذي عمل في ادارات امريكية جمهورية وديمقراطية سابقة، يري ان احتمالات نشوب مواجهة في اللقاء الذي سيجري غداً الاثنين بعيدة. وقال ان اسرائيل يمكنها ان تعطي ادارة اوباما بعض الوقت علي الاقل لمحاولة حل المسالة النووية الايرانية بالطرق السلمية. فالولايات المتحدة لا تجري حاليا محادثات مع ايران او عملية سلام يمكن ان يعترض عليها نتنياهو. وقال ميلر خبير السياسة العامة في مركز "وودرو ويلسون" "لا يوجد سبب (..) او حاجة للمواجهة" مضيفا "في الوقت الحالي لا مكسب يرجي من الضغط علي الاسرائيليين". وقال ميلر انه لا يري في الوقت الحالي اي مؤشر علي استراتيجية "مكتملة" لدي ادارة اوباما للتعامل سواء مع ايران او بشان مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية المتوقفة. فعلي سبيل المثال لا يوجد مؤشر علي ان الادارة الأمريكية تحاول الترويج لمقايضة توافق من خلالها حكومة نتنياهو علي الحل القائم علي دولتين مقابل ان يبدأ العرب في اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات مع اسرائيل. وصرح اليوت ابرامز نائب مستشار الامن القومي السابق في ادارة الرئيس السابق جورج بوش بأن سياسة ادارة اوباما ستصبح اوضح بعد اللقاء بين نتنياهو وعدد من القادة البارزين. وسيلتقي اوباما، اضافة الي نتنياهو، الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس مبارك خصوصاً وان مصر تعد وسيطاً رئيسيا في محادثات السلام نظرا لانها موقعة علي اتفاق سلام مع اسرائيل. وردا علي سؤال حول ما اذا كان نتنياهو واوباما سيختلفان بشان المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، قال ان ادارة اوباما "ستثير تلك المسألة .. ولكننا لا نعلم بعد ما اذا كان نتنياهو سيظهر أية مرونة". واضاف انه حتي دعوة ادارة اوباما الي ازالة جميع المواقع الاستيطانية العشوائية "لن تروق لنتنياهو" الذي يسأل كيف يمكن لمثل هذه الخطوات ان توقف البرنامج النووي الايراني. الا انه اضاف "لا اميل الي احتمال المواجهة لانني لا اعتقد انها في مصلحة اي من الجانبين. وحتي بالنسبة لمناطق الاختلاف، فانه سيتم تاجيل بعضها وتغطية بعض آخر". من ناحيته قال ديفيد شينكر المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني ان المسالة التي ستثير اكبر قدر من التوتر ستكون مدي الوقت الذي يستعد ان يمنحه اوباما لايران للرد علي دعوته لها باجراء حوار بهدف وقف عملياتها لتخصيب اليورانيوم. وقال ان الاسرائيليين يخشون من ان "الايرانيين يرغبون في المماطلة (في الحوار) اطول وقت ممكن حتي يواصلوا تحقيق تقدم باتجاه اسلحتهم النووية". واضاف "ربما يكون هناك بعض الاختلاف حول المدة التي يعتقد الاسرائيليون التي يجب ان يستغرقها التعامل الدبلوماسي مع ايران قبل القيام بشكل من اشكال العمل العسكري".