أعلن المفكر الإسلامي جمال البنا إطلاق مشروعه للإحياء الإسلامي بعد 61 عاما من أول خطوة اتخذها في هذا الاتجاه عندما أصدر كتابه "ديمقراطية جديدة". وقال إن المشروع يهدف إلي ضبط السنة وتخليصها من الأحاديث الضعيفة والدخيلة، والعودة إلي القرآن الكريم ككتاب هداية واستبعاد كل التفاسير، والمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة وكذلك المساواة بين جميع الناس، وإعطاء الحرية المطلقة للفكر والاعتقاد وجعل العلاقة بين الأديان علاقة تعايش، واختيار طريقة الحكم التي تحقق العدل والمصلحة دون حاجة لربطها بأحكام الشريعة. ودعا جمال البنا، الإخوان المسلمين إلي التخلي طوعا عن العمل السياسي وتأكيد ذلك بانسحابها من الميادين التي تؤدي إلي ذلك، واعتبار نفسها هيئة دينية خيرية. وأوضح في تصريحات لموقع العربية أن مشروع الإحياء الإسلام أخذ الآن شكلا منظما بالتعاون مع مفكرين وكتاب آخرين علي مستوي واسع "فلم يعد هناك وقت للتأخير، لأن أوضاع المسلمين تزداد سوءا بسبب التمسك بأفكار قديمة لا وجود نصيا لها في القرآن، نافيا في الوقت نفسه أن يكون من "القرآنيين" الداعين لاستبعاد السنة والأحاديث النبوية. وقال إن الشكل المنظم لا يعني تأسيس هيئة أو مؤسسة تتحمل عبء ذلك، ولكن سيتم تمرير المشروع بواسطة أنصار كثيرين يقفون وراءه يتم بينهم حاليا نوع من التعارف واستخدام كل وسائل الإعلام الحديث في ذلك وفي المقدمة الإنترنت. وأشار إلي أن التركيز الأساسي سيكون علي القرآن الكريم، ويتم ضبط السنة بمعايير قرآنية والتخلص من الأحاديث الموضوعة، التي اعتبرها سببا رئيسيا لتخلف المسلمين ومشكلاتهم. وقال: لقد جري طوال الأزمنة الماضية التفاف علي القرآن بأحاديث عجيبة جدا، تصيبه وتشوهه، ونقل الفقهاء هذه الأحاديث في كتبهم معتبرين أنها مقبولة، ونجدها مثلا في "الأذكار" للسيوطي، وقد استغلها القس زكريا بطرس في تهجماته علي الإسلام، وعندما يواجهه أحد يرد "هذه كتبكم". وأضاف: حان الوقت لاستبعاد هذه الأحاديث تماما، نقولها إيمانا واقتناعا، ليس مطلوبا منا التوقف خوفا من انتقادات المعارضين وحملاتهم ضدنا. وعندما سئل البنا عن علاقة مشروعه بمن يطلق عليهم "القرآنيون" الذي ينكرون السنة والأحاديث تماما، أجاب: في كتابي "المختار" كتبت تحت عنوان "قرآنيون ومحمديون أيضا" رددت فيه علي الذين يريدون الاقتصار علي القرآن فقط وإنكار السنة وأعلنت رفضنا التام لهذا الاتجاه. وأكد جمال البنا أنه "بدون وصول فكرة هذا المشروع إلي الناس لن نتخلص من المؤسسات التي تقبض علي الإسلام ولا تريده أن ينطلق حفاظا علي أوضاعها الخاصة". وأوضح أن القرآن الكريم وسيلة لهداية الإنسان، وهذا يفسر ما جاء في دعوة الإحياء بأن الإسلام مجرد وسيلة والهدف هو الإنسان، وهذا لا يعني أن علاقته بالدين تنتهي بمجرد هدايته، لأن الهداية في حد ذاتها تعني التزامه بدينه. استطرد: هذا ليس معناه أيضا أن الدين يجب أن يهيمن علي كل المجالات ليلغي الفن والعلوم الحديثة. هذا ما تقاومه دعوتنا، فهذه المجالات هي وجوه للحقيقة لا يتدخل فيها الدين، لأنها قد تكون من حرث الدنيا كما يقول القرآن، أو ما صوره للنفس الإنسانية وما فيها من فجور وتقوي. وقال إن مشروع الإحياء يساوي تماما بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، وبالنسبة للمناصب العامة، فإن الأكفأ هو الذي يتولاها بغض النظر عن أي سبب آخر. وأوضح تلك النقطة بقوله: طبائع الأمور أن يحكم مسلم مجتمعا غالبيته من المسلمين، لكن لو تم التخيير بشأنه بين حاكم مسلم ظالم وغير كفء، وحاكم غير مسلم عادل ويمتلك الكفاءة، فكفة الميزان تميل للأخير. وتنص دعوة "الإحياء الإسلامي" الذي حصلت "نهضة مصر" علي نسخة منها، علي فكرة رئيسية وهي "الإنسان المستخلف" منطلقا من أن الله جعله خليفة في الأرض، وأن الرجال والنساء، والفقراء والأغنياء سواء في الحقوق والواجبات، وتجديد الإسلام وإعادة تأسيس منظومة المعرفة الإسلامية. ويعتمد المشروع علي أكثر من ثلاثين كتابا كبيرا يعالج كل جوانب القضية الإسلامية مثل السياسة، المرأة، حرية الفكر والعقيدة، الدعوات الإسلامية المعاصرة، الفقه، التفسير، الحديث.