لم يحط الناس أحدا بحب بمثل ما أحاطوا هذا الرجل الذي تتدحرج الكلمات من فمه هادئة ، واثقة ، مؤمنة مطمئنة ، تنزل كلماته في مواقف صعبة بردا وسلاما علي قلوب الخائفين عليه ، والخائفين من العدو في آن، هذا الرجل الذي لم يرتجف حينما قالوا له إن الناس قد جمعوا لكم، وأغارات طائرات الصهاينة علي الضاحية الجنوبية ببيروت وقد بدأت بدك بيته ومقر إقامته وبناية قيادته. وأيضا لم يزلف بكلمات عنترية كالتي قالها ثوار آخرون، ثوار زائفون، كذبوا علي شعوبهم، بل ساموها سوء العذاب، وكرسوا الاستبداد دهرا، حتي إذا ما أغارت العدي كذبوا أيضا وقالوا حطمنا وقتلنا، وقالوا إن عاصمتنا مقبرة للغزاة. لكن نصر الله حينما تكلم توسط وتحدث بوسطية، باطمئنان، بوضوح، كان يعرف ماذا يقول، كما كان يعرف ماذا يفعل، طيلة ست سنوات، بينما الحكومات لا تفعل، كان هو يحفر الخنادق في الجنوب، ويرص السلاح ويحضر مواطن المباغتة والخدعة، كان يجهز الممرات تحت الأرض، ويجهز الصواريخ فوق الأرض. فزع بعض الناس وتحدثوا كما تحدث المنافقون الأوائل، سريعا تحدثوا، مع أول طلعة طيران معادية علي الجنوب تحدثوا، ولولوا، كما تجزع المرأة الثكلي، راحوا يتحدثون. قال زعماء كبار غامر حزب الله، وغامرت المقاومة، وأن مغامرتها لم تكن محسوبة !! هكذا بدت الخارطة في أول القصيدة، تحلي أقزام بثياب الحكماء، خوارون جبناء، ارتدوا ثياب الحكمة والموضوعية، ليس لأنهم كذلك لكن لأنهم افتقدوا القضية.. والهوية والحق كما قال الشاعر ثروت الخرباوي: فلتشهدوا نصراً غلبْ وبرغم أنف البربري " الأبرهي" .. الهر "بوش" العنصري "أبي لهبْ" يا نصرُ ليس النصر يأتي للبليد وللقعيد وللعقيد وذا الذنب إن كان ضرب الغاصبين "مغامراتٍ " لست أدري كنه فعل المغتصبْ! ولما لم تفلح كلمات المثبطين وتراجعت مع صمود المقاومة وتراجعت الدبابات والمدرعات الصهيونية أمام بسالة المقاومين المجاهدين في بنت جبيل وفشلت كل محاولات الغزو البري، وبدا أن المقاومة كانت قد أعدت لهذه الايام عدتها، أخرج أحفاد بن أبي بن سلول من جرابهم فتنة أخري هي فتنة الخلافات المذهبية واستخرجوا فتاوي خاطئة في وقت خاطيء تطلب المسلمين عدم تأييد حزب الله في حربه ضد الصهاينة اليهود !! لأن حزب الله شيعي يعمل لأهداف ايرانية !! وكما فشلت الفتنة الأولي تلاشت الفتنة الثانية سريعا وسط هتافات الجماهير في صحن الأزهر والمسجد الأموي والقدس الشريف وفي كل أرض مباركة من أرض العروبة والسلام والاسلام يا بلادي كل شيء فيك ينسي بعد حين إلا حين الانتصار يا بلادي كل شيئ فيك يهوي بالسنين إلا نصر الله طار فوق رأس العالمين رغم أنف الحاكمين بافتخار نصرنا جاء نهار من رجال أوقفوا جيش القرود من رجال أتقنوا رفع الجباه من رجال أدمنوا بيع الحياة بالخلود إنهم "حزب الإله" إنهم مجد الجدود ردد الشباب مع جمال بخيت ، ومع ثروت الخرباوي أشعار النصر وترانيم المقاومة : ليتني كنت لديكم أفتديكم وأناولكم باروداً أو سلاح ليتكم إذ تقبلوني تمنحوني موقعاً فوق البطاح مدفعاً للضرب لا للانبطاح ليتكم إذ تقبلوني علموني ذاك أني قد جهلت المعركه مذ بدأنا في خطايا الانفتاح علَّمونا في بلاد الذل بعضَ "الأمركه" علَّمونا أن نغني ما يتاح من أغاني وفنون "الهمبكه" رغم عنا أثخنونا بالجراح كامب ديفيد" والمفاسد مؤفكه ويوم النصر، جاء حديث نصر الله متواضعا، وهو يهدي النصر للمقاومة، وللبنان كل لبنان ، وللأمة كل الأمة، فالصمود نصر، وعدم قدرة العدو علي إلحاق الهزيمة بالمقاومة نصر، جاء العدو يتبختر ساع لتحقيق هدفين رئيسين تحرير الجنديين الصهيونيين اللذين أسرهما رجال المقاومة وابعاد حزب الله عن الجنوب إلي ما وراء نهر الليطاني ونزع سلاحه، وفشله في تحقيق أهدافه نصر لقد تحدث كثيرون وتساءلوا هل سيرجع حسن نصر الله مرة أخري بعد إذ دخل مرحلة الكهوف وأشرطة الفضائيات المتلفزة ؟ وأقيمت استفتاءات وجاء الرد من الرأي العام الشعبي في كل مكان المؤمن بالمقاومة نعم سيرجع حسن نصر الله وقد انتصر، وأن هذا النصر سيفرح له المؤمنون المسلمون والمحبون لكل قيم العدل يابن أمي يا رفيقي يا أُخي أستميحك بالإله وبالنبي أستميحك بالحسين وبالحسن جئت سعياً بالعزيمة والكفن ليت أنتم تقبلوني للوطن ليت أنتم تدفعوني للمحن ليت أني من رجالك يا حسن. monty [email protected]