رحل عام 2005 بعد أن كان عاما كثير الدموع قليل الشموع. عام مضي باحزانه وافراحه القليلة. لقد كان من اكثر الاعوام تجسيدا وتسجيلا للألم والحزن الأمر الذي يحير بعض علماء النفس والاجتماع بل وعلماء الاختراع ايضاً ففيه غضبت الطبيعة وتمردت وهزمت الإنسان الذي يقودها دائماً. وهو ايضا عام التهور والتعصب في الانتخابات المصرية الاخيرة والتي افرزت مناخا يحتاج لمرحلة شاقة لتصحيح افكار العديد من المرشحين وتوعية معظم الناخبين. كان ايضا 2005 عام الاعاصير الطبيعية والتي وصفها البعض وصفا خاطئا بانها انتقام سماوي وللأسف ان بعض من ذكروا ذلك يحملون شهادات علمية وهذا الرأي يعتبر ردة روحية وعلمية فالله لاينتقم من أحد كما ان معظم هذه الاعصارات اصابت مجملها السواد الاعظم من فقراء العالم! وفي هذا العام ايضا خسرنا سفير مصر في العراق الشهيد ايهاب الشريف الذي راح ضحية قلوب اعمتها الكراهية وعشش في حناياها الجهل والافتراء ولاننسي تلك التفجيرات في لندن وفرنسا وبلاد أخري. كلها أمور تدل علي اضطراب الفكر الإنساني وبعده عن العدالة الاجتماعية والتفكك الذي اصاب الإنسانية نتيجة الظلم وعدم التكافؤ. ولاننسي بحال احزاننا المصرية عندما ضرب الارهاب منطقة الحسين والجمالية وشرم الشيخ وميدان التحرير تلك الحوادث الإرهابية التي استنكرها كل شعب مصر وقد قال البعض انها اثرت علي السياحة في مصر ولكن مصر يحبها كل من زارها وشرب من نيلها لذلك مهما حدث فالسائحون يعودون إليها.. انه الحب الالهي (مبارك شعبي مصر) (سفر التكوين). ويحكي لنا 2005 عن السياسة حينما شعرنا بضرورة ان يتحول الحزب الوطني إلي نشاط اكبر وفعالية اكثر فهو الحزب الذي انتخبناه حبا وانتمينا اليه ليهبنا وعود الاستقرار والاصلاح نحلم به نابضا شاعرا باحاسيس الجماهير هو ايضا عام حمل لنا شعارا رفعته جماعة الاخوان لم يستحسنه السواد الاعظم من شعب مصر مثقفين وبسطاء لأن مصر لكل المصريين وحل مشاكلها ينبع من كل اديان السماء وليس من عقيدة بعينها وايضا نتذكر ماحدث في مدينة الاسكندرية في كنيسة محرم بك والذين حاولوا اشعال نار الفتنة الطائفية وقد اصدر النائب العام تكذيبا لكل الشائعات التي اضرمت النار وهنا اتذكر الحكمة العربية القديمة (تثبت قبل ان تحكم). ونحن الآن مع عام جديد لانملك فيه سوي الصلاة التي نرفعها للخالق العظيم ان يكون عامنا الجديد كله طمأنينة وسلام واستقرار فلتهدأ الاعاصير ولتسكن الزلازل ولتهدأ النفوس وتمحو الخصام وتحقق السلام. ليكون عام المصالحة بين كل الدول المتحاربة تعالوا نحصي معاً كم مأساة احاقت بشعوبنا كم قرية وكم مدينة ازالتها الاعاصير من جذورها. ياحكام العالم ألم يحفزكم ما يحدث وما حدث إلي تكوين نظرة جديدة تلقونها في تأمل وحكمة علي عالمنا الحزين لنفكر في قضية هامة اسمها (سلام العالم) السلام الذي صرنا في حاجة إليه. فكيف نعاتب زمجرة الطبيعة ولانعاتب قوي الاعتداء التي بداخلنا ضد إخواننا في الانسانية.