عُقد أوربا إنفرط.. والدور على أمريكا

زلزال سياسى هز العالم, أصاب الجميع بهزة عنيفة, وأحدث قلق بكافة الاوساط السياسية العالمية, بعدما اصر الشعب البريطانى على الخروج من الاتحاد الاوربى, أى كانت الاسباب التى أدت الى تفضيل الشعب البريطانى على الانفصال , لكن هذا الاستفتاء مؤشر خطير ومثير فى نفس الوقت إلى المستقبل الذى أعتقد أنه قاب قوسين أو أدنى, أجد فيه إنهيار لكامل للاتحادات الدولية, وأهمها على الاطلاق " الولايات المتحدة الامريكية " فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربى والتى تعد سادس اقتصاد فى العالم وصاحبة الفيتو فى مجلس الامن وذات التاريخ الطويل فى الديمقراطية ستكون بداية انفراط عقد الاتحاد الاوربى الذى يعد أحدث الاتحادات الدولية ولن يتبقى إلا اتحاد الولايات الامريكية فهناك الكثير من المطالبات القوية من الكثير من الولايات الامريكية والتى تطالب بالاستقلال وأخرها مطالبات باستقلال ولاية تكساس عن الولايات المتحدة ، وسيليها مطلبات من باقى الولايات الامريكية المطالبة بالاستقلال , فإن الشعب الانجليزى أشعل الفتيل فى الكيانات الدولية والاتحادات بالتصويت الذى قاده المواطنون فى بريطانيا يمكن أن يكون نموذجا لتكساس فى الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، فاقتصاد تكساس المقدر بنحو 1.6 تريليون دولار سنويا مركزا بين أكبر 10 اقتصادات فى العالم, وهو دافع قوى للمواطنين بالانفصال, وتؤكد الدراسات ان اكثر من ربع الشعب الامريكى منفتح على انسحاب ولاياتهم من الولايات المتحدة الامريكية, على الرغم من فشل محاولات سابقة من بعض الولايات فى الانفصال عن الولايات الامريكية منها عندما قامت ولاية ويست فرجينيا خلال الحرب الأهلية, ولم تنجح محاولات انفصالية من ولايات عديدة دعت إليها جماعات عادة ما تكون غاضبة من أنظمة الضرائب أو ما يرونه تعديا على حرياتهم بسبب العوائق القانونية أو الافتقار إلى الدعم.
نظرية نهاية التاريخ التى تبنتها الولايات الامريكية والتى تروج للفكر الرأسمالى الذى يجب أن تسعى إليه كافة الأنظمة فى العالم حتى تصل إلى نهاية التاريخ, وأن الرأسمالية هى النظام الوحيد القادر على النهوض بالدول, وتحقيق العدالة فى العالم, وروجت لها أمريكا جيداَ خلال العقديين الماضيين بعد إنهيار وتفكك الاتحاد السوفيتيى عام 1991 رمز الاشتراكية فى العالم, الذى أُعلِن فيه عن الاعتراف باستقلال الجمهوريات السوفيتية السابقة, وانشاء رابطة الدول المستقلة لتحل محل الاتحاد السوفيتي التى لم يكن لها اى دور فيما بعد, واصبح للعالم قطب اوحد, ونهاية الحرب الباردة, وأعتقد أن دور الاتحاد الاوربى بعد خروج بريطانيا لن يتعدى دور رابطة دول الاتحاد السوفيتى المستقلة بعد تفكك الاتحاد السوفيتى.. فعقد الاتحاد الاوربى إنفرط.. وسيلية عقد الولايات المتحدة الامريكية .. سينفرط.. وإن غداً لناظره قريب.. ويا رب قرب البعيد