محاكمات الإخوان بعد ثورة 30 يونيو، شهدت تنحي أكثر من دائرة للمحكمة عن نظر عدد من قضايا قيادات الجماعة، كان أبرزها تنحي المحكمة، أول أمس، الأربعاء للمرة الثانية، عن نظر قضية قتل المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد بالمقطم يوم 30 يونيو الماضى، في القضية المعروفة إعلاميًا بإسم "أحداث مكتب الإرشاد"، والتي أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 91 آخرين. وكان المستشار هشام سرايا رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة، قد قرر التنحي عن نظر جلسات محاكمة صفوت حجازي ومحمد البلتاجي وآخرين لاتهامهم بتعذيب ضابط، وأمين شرطة، لاستشعارها الحرج وإحالة القضية إلى محكمة الاستئناف لتحديد دائرة أخرى لنظرها - بحسب وكالة أنباء أونا -. كما تنحت هيئة المحكمة عن نظر قضية تورط قيادات الإخوان في أحداث الجيزة، ومن قبل ذلك تنحت عن النظر في قضية جنسية والدة حازم صلاح أبو اسماعيل. وتنحى المستشار عبد السلام النجار، في إبريل 2012 ، عن النظر في دعوى الطعن على قرار بالإفراج عن خيرت الشاطر. المستشار إسماعيل حفيظ، مدير نيابة حوادث جنوبالقاهرة وممثل النيابة العامة بجلسة محاكمة قيادات جماعة الإخوان المحظورة، فى قضية قتل المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد خلال أحداث 30 من يونيو، قال إن السبب الرئيسي وراء تنحي هيئة المحكمة هو ترديد المتهمين داخل القفص لعبارات تسيء للقضاء المصري. وأضاف "حفيظ" إن تلك العبارات المُسيئة تُثير استياء هيئة المحكمة، ما يدفعها لإتخاذ القرار بالتنحي عن نظر القضية. وتعليقًا على تلك الظاهرة، شدد المستشار أشرف ندا، رئيس محكمة استئناف القاهرة، على ضرورة وجود حراسة خاصة للقضاة الذين ينظرون قضايا الإخوان. كما اقترح ندا وضع متهمي الإخوان داخل قفص زجاجي مثلما حصل مع عبد الله أوغلو في تركيا، على أن تتحكم هيئة المحكمة في الصوت الداخل والخارج من الصندوق الزجاجي، فلا يستطيع أعضاء الإخوان سب هيئة المحكمة أو التأثير عليهم أو حتى الحديث في أي موضوعات لا تخص القضية. وأشار ندا إلى أعضاء الإخوان يبثون في محاكماتهم رسائل مشفرة لأنصارهم، ما يجعلهم يثيرون الفوضى والشغب في اليوم التالي للمحاكمة، مُشددًا على أن الإخوان يفعلون ذلك لتصدير المشهد للخارج على أن القضاء المصري لا يرغب في محاكمة الإخوان لأنهم معتلقين سياسيين، وليسوا محبوسين على ذمة قضايا جنائية. وفي ذات السياق، أكد المستشار أحمد الفقي رئيس محكمة جنايات القليوبية أن الإخوان يهتفون ضد القضاء لافتعال مشكلة مع القاضي، يشعر من خلالها بأنه سيفقد حياديته في القضية وسيصبح خصمًا للمتهم، وحكمًا في ذات الوقت، الأمر الذي يدفعه للتنحي عن نظر القضية برمتها. المستشار زكريا شلش رئيس محكمة جنايات الجيزة، أكد أن حالات تنحي القضاة عن نظر قضايا الإخوان لن تنتهي، وأن الأمر سيتكرر فى قضايا أخر. وعلل شلش ظاهرة تنحي عدد من القضاة عن النظر في قضايا الإخوان، إلى ما يُمارس ضد القضاة من ضغوط وإهانات -بحسب وصفه- من جانب المتهمين. من جانبه، قال الدكتور أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أول جماعة استهدفت القضاء هي الإخوان، وأنها لا تزال مُستمرة في نهجها، وبعض القضاة يتنحون خوفا على حياتهم من تهديد، أو لوقوعهم تحت الشعور بالخوف الذي قد يؤثر على موقفه من القضية . وأوضح بان أن الإخوان يريدون إخراج المشهد من حيزه الجنائي إلى السياسي، و يهدفون بهذه التصرفات تصدير أنهم لا يعترفون بهذه الإدارة والسلطة القضائية التي يرونها مسيسة، في محاولة أخيرة منهم لإنكار الأمر الواقع. وطالب بان ضرورة تشديد الأمن والسيطرة على المتهمين داخل القفص، مُناشدا القضاة بضرورة إيقاف حالة التنحي والاستمرار في نظر القضايا.