تضاؤل احتمالات التدخل الأمريكي وانقسام المعارضة شجعا نظام الأسد على الإمساك بزمام المبادرة. وقال ناشطون معارضون إن الجيش السوري، المدعوم من جانب مقاتلي حزب الله ومقاتلين شيعة من العراق، تمكن من استرداد سيطرته على ضاحيتين من ضواحي دمشق في معارك أسفرت عن مقتل 70 شخصا على الأقل. وقال الناشطون إن القوات السورية التي تدعمها الدروع قامت بتفتيش ضاحيتي الذبابية والحسينية بحثا عن جيوب مقاومة. يذكر إن استعادة القوات النظامية سيطرتها على الضاحيتين المذكورتين اللتين تقعان بين الطريقين الرئيسيين المؤديين إلى الأردن ستعزز من قبضة الحكومة السورية على خطوط الإمداد الرئيسية وتسلط ضغطا مضاعفا على جيوب المعارضة التي تعاني أصلا من حصار القوات الحكومية في المناطق القريبة من وسط دمشق. يذكر ان الضاحيتين اللتين سقطتا اليوم بأيدي قوات الجيش السوري تقعان على مقربة من حي السيدة زينب التي تحوي ضريحا مقدسا للشيعة، وهو الحي الذي يستخدمه مسلحو حزب الله والمسلحون العراقيون قاعدة انطلاق لعملياتهم جنوبي دمشق. ونقلت وكالة رويترز عن الناشط المعارض رامي السيد قوله إن عشرين من القتلى السبعين قضوا على ايدي قناصة إثناء محاولتهم الهروب من الذهبية عبر الحقول المحيطة. وقال احد قادة المعارضة المسلحة من جانب آخر إن 45 مسلحا شيعيا مواليا للحكومة قتلوا في الساعات ال 24 الأخيرة. من جانبه، قال السيد إن الكتائب المعارضة الثلاث - وهي "أحفاد الرسول" و"الأمة" و"أكناف البيت المقدسي (المكونة من لاجئين فلسطينيين بشكل اساس)" - التي كانت تقاتل في الذهبية والحسينية طلبت العون من كتائب معارضة أخرى أفضل تسليحا شرقي دمشق، ولكنها "خذلت"، مضيفا "ان خسارة الضاحيتين يعود بشكل رئيسي لانعدام التنسيق والتردد في مد يد العون للمدافعين" عنهما. وقالت مصادر المعارضة السورية إن الضاحيتين تعرضتا في الأسبوع الأخير إلى وابل من الصواريخ التي كان الجيش السوري يطلقها من معسكر يقع على ارض مرتفعة قريبة مما وفر غطاء للمقاتلين الشيعة الذين خاضوا الجزء الأكبر من قتال الشوارع الذي أفضى الى سيطرة القوات الحكومية عليهما. وشن المعارضون هجوما أخيرا على السيدة زينب مستخدمين الهاونات والأسلحة الآلية يوم امس الخميس، ولكن هذا الهجوم المعاكس فشل في إزاحة القوات الموالية للحكومة. وكانت الميليشيات العراقية واللبنانية الموالية للحكومة والمدعومة بدبابات وطائرات الجيش النظامي قد نجحت في وقت سابق من الأسبوع الجاري في استعادة السيطرة على حي الشيخ عمر القريب من السيدة زينب. بطاقات من جانب آخر، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه سيوزع بطاقات مدفوعة على اللاجئين السوريين في لبنان، من أجل تمكينهم من الحصول على احتياجاتهم من الغذاء. ومن المقرر أن يتم وضع ما يصل إلى سبعة وعشرين دولارا شهريا في كل بطاقة. وسيكون بوسع حامل البطاقة شراء سلع من المئات من المحال الواقعة على الجانب اللبناني من الحدود مع سوريا، وهو ما سيسهم في إنعاش الوضع الاقتصادي في هذه المناطق، كما يقول غريغ بارو من برنامج الغذاء العالمي.