أكدت صحيفتا "الوطن"، و"الشرق" القطريتان في افتتاحيتهما اليوم أن التطورات التي تحدث في مصر بسبب عزل الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، من شأنها أن تعمق الانقسام المتزايد وسط الشعب المصري الذي بدا محتارا أمام ساحتين كل منهما ترى أنها تمثل الشرعية. وأشارتا إلى تواصل اهتمام المحللين والمراقبين بمتابعة أحداث مصر وهي تمر بمنعطف مصيري بالغ الخطورة، حيث تبدي أوساط عديدة مخاوفها من نتائج تجاهل آراء نسبة مقدرة من الرأي العام المصري، وهم يدعون إلى نظرة واقعية لتحولات السياسة في بلادهم، داعين إلى حلول توافقية تبعد عن مصر شبح الحرب الأهلية. وقالت صحيفة "الوطن" إن أحداث مقر الحرس الجمهوري بالقاهرة التي أدت إلى مقتل العشرات وجرح المئات قد أثارت خلال الأيام الماضية قلقا كبيرا بالداخل والخارج، وفي غضون ذلك فإن تأزما واضحا يسيطر على المشهد السياسي المصري. وأضافت أن الآمال لا تزال تعلو بأن يتسارع في مصر نداء التوافق الوطني الحقيقي الذي يضع مصلحة مصر فوق الجميع..مشيرة إلى أن هنالك حالة متزايدة من الاستقطاب السياسي بالبلاد، حيث تعبر فئات من الشعب المصري من مؤيدي الرئيس مرسي عن رفضها لكل التغيرات الذي حدثت مؤخرا، مطالبين بأن يتم الاحتكام إلى ما تصفه هذه الفئات بالشرعية الدستورية التي كانت قائمة قبل التغيير الأخير، وفي المقابل تواصل القوى التي قادت الاحتجاجات في ميدان التحرير بالقاهرة، وهي قوى لها وزنها أيضا مطلبها بمواصلة خطوات التغيير نحو واقع سياسي جديد. وأوضحت أنه وسط هذا التضارب في الإرادات الشعبية بمصر، فإن الحكمة تستدعي أن توليالحكومة المصرية الجديدة اهتمامها برغبات الشارع المصري وهو ما يتطلب جهودا سياسية كبيرة تقوم على عدم عزل أو إقصاء أي طرف سياسي من مشهد التغييرات المتلاحقة في البلاد. وخلصت "الوطن" - في ختام افتتاحيتها - إلى أن المصلحة المصرية العليا تفرض على الفرقاء المصريين الآن أن يواصلوا مسعاهم بجدية تامة، للوصول إلى صيغة توافقية في الساحة السياسية تنهي التجاذبات الراهنة بكل ما يحيط بها من مخاطر على أمن مصر وسلامة أبنائها. ومن جانبها، قالت صحيفة "الشرق" إنه بعد المواجهات التي جرت أمام مقر الحرس الجمهوري، حيث قتل 57 شخصا بينهم 53 محتجا وأربعة من قوات الأمن في مواجهة أثارت قلق العالموالمنظمات الحقوقية جاءت الأخبار تحمل أنباء عن صدور أوامر بالقبض على عدد من زعماء جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة من بينهم المرشد العام للجماعة محمد بديع ونائبه محمود عزت والقياديان عصام العريان ومحمد البلتاجي بتهمة التحريض على أحداث العنف تلك. وأوضحت أنه وبغض النظر عن مواقف الأطراف الداخلية المصرية المختلفة وردود الأفعال الخارجية حول ما جرى من عزل للرئيس وما تبع ذلك من تداعيات، إلا أن الاستمرار في طريق الإجراءات الاستثنائية في مواجهة جماعة الإخوان من احتجاز للرئيس المعزول ووقف بث القنوات الفضائية التابعة لهم أو ملاحقة أعضاء وقادة التيار الإسلامي بسيف الاعتقالات أو الدعاوى القضائية لن تشجع على التحرك في اتجاه المصالحة الوطنية أو توحيد صف المصريين. ولفتت إلى أن ما جرى قد أحدث شرخا عميقا وسط صفوف الشعب الذي تتعمق حالة الانقسام لديه كل يوم بين مؤيدي محمد مرسي ومعارضيه إلى درجة خطيرة تنذر بكارثة جديدة في المنطقة التي تخشى من أن تنتهي ثورة 25 يناير المصرية العظيمة إلى مصير لا يليق بها.