فلنفترض أن الثور في إسبانيا دعا المصارع إلى الدخول في حوار معه . بينما هو يغوص بقرونه المدببة داخل قفصه الصدري ، ليمزق بها شغاف القلب . فجأة يروح منعم صوته تشبهاً بالبقرة ويقول : تيجي نلعب حوار مع بعضينا ؟ كيف سيكون موقف المتادور أمام فكرة كهذه؟ بماذا كان سيعلق الناس في إسبانيا على اقتراح من هذا النوع ؟ مع مراعاة أن الإسبان في هذه الأمور لا يحبون المزاح كثيراً . ولم يحدث أن قابلت خلال المصارعات الكثيرة التي حضرتها ، أثناء إقامتي في إسبانيا بهدف الدراسة ، شخصاً واحداً يؤمن بأن الجلوس مع الثور لتبادل وجهات النظر له جدوى . الثور يرأس طاولة المفاوضات ! يالها من صورة عبثية لا تساور إلا الممعنين في الغباء أو التخنث .