أصدرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إقليم جمهورية مصر العربية بيانا بمناسبة مرور 95 عاما على وعد بلفور المشئوم، وحصلت شبكة الأخبار العربية "محيط "على نسخة منه جاء فيه: "سوف تظل حركة فتح, قائدة الكفاح الفلسطيني المسلح والسياسي في هذه الحقبة الممتدة منذ عام 1965 وحتى اللحظات, تعتبر يوم الثاني من نوفمبر كارثة وطنية أصابت الفلسطينيين مثل زلزال مدمر, ظلت توابعه تتواصل حتى يومنا هذا, وحتى سنوات قادمة, إلى أن ينجلي الاحتلال ويستقل الوطن الفلسطيني, الذي يحمل أبناؤه شعلة بقائه فلسطينياً حرّاً قادماً, وقادراً على النمو والثبات, يساهم في الحضارة الإنسانية ويدفع بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان خطوات إلى الأمام. ومنذ وعد بلفور الذي قيل عنه أنه "أعطى وعداً ممن لا يملك, لمن لا يستحق", وحتى يومنا هذا, دارت الآلة الاستعمارية, لطحن الشعب الفلسطيني وتشريده وإنهاء وجوده الوطني والإنساني ! بكافة الأشكال والطرق والأساليب, التي جاوزت كل الحدود والقيم, وصولاً إلى احتلال أرضه بالقوة كاملة, ثم إلى المسّ بقيمه ومقدساته في القدس, في المسجد الأقصى وكنائس القيامة, وكنيسة المهد في بيت لحم, فإلى الاستيلاء على أرضه وتحويلها إلى مستوطنات وطرق التفافية وجدران عازلة, مما جعل حياة الفلسطينيين فوق هذه الأرض المباركة جحيماً ومعاناة يومية, تفوق طاقة واحتمال البشر .
يضيف البيان "هذا بخلاف الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال سنوات طويلة, تستهلك أعماراً بحالها, والتعذيب الذي يلقونه, ويواجهونه بصمود بطولي, فان الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان, لا تقتصر عليهم وحسب, وإنما تطال الفلسطينيين جميعاً, الذي تشير الإحصائيات إلى أن نسبة هائلة منهم إذا لم يقعوا في الأسر, فإنهم وقعوا تحت الحجز والتوقيف الإداري والاحتياطي, وكل توقيف آخر يوجع القلب, وينتهك القانون والأعراف والمواثيق الدولية وينتهك ضمائر هذا العالم الحاكم, الذي يكيل بمكيالين, ويقرّ للمحتل والغاصب والقاتل ومرتكب جرائم الحرب, بأحقيته في أن يعربد كما يشاء, دون أن تسأل القوى الكبرى أو تسأل إلى أين تمضي هذه القوة الإسرائيلية المتعاظمة حتى امتلاك الأسلحة النووية والكيماوية وكل أسلحة الدمار الشامل الأخرى .
ويتسأل البيان من يضمن هذه القوة ؟ ومن يستطيع أن يوقفها إذا انفلتت من عقالها. لعلنا في هذا السياق نلفت نظر العالم كله إلى ما يتجاهله, ولا يقيم له وزناً حين يسمح لإسرائيل أن تتحدث عن دولة عنصرية !! دولة يهودية خالصة لا يعيش فيها غير اليهود ! أليست ألمانيا النازية درساً, على العالم أن يقرأه بعمق, ويتعظ ويتعلم؟ إنها العنصرية ذاتها, فالعِرْق الألماني يساوي العرق اليهودي, إثنان في واحد يخلف أحدهما الآخر ويسير على خطاه.
ويستطرد البيان "إن الدولة اليهودية كما يطرحها الزعماء الإسرائيليون ويعلنونها في الكنيست أمام رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية السابق والذي صفق طويلاً, تعني موافقة الولاياتالمتحدة وربما الغرب على الطرد أو الإجلاء أو الترانسفير للفلسطينيين من فوق أرض وطنهم, لتخلو الدولة اليهودية من كل ما هو غير يهودي !
كما أكدت فتح على أنها في هذه المناسبة مناسبة الثاني من نوفمبر ووعد " بلفور " تنبه العالم كله من أقصاه إلى أقصاه, إلى أن هذه الرؤية الإسرائيلية العنصرية تؤدي إلى مزيد من الحروب والدمار والطرد والإجلاء، والى تهديد الاستقرار والسلم العالميين.
وتذكر بأن هذه الرؤية العنصرية هي التي تحكم السياسة الإسرائيلية, وهي تمارس تهويداً للقدس, وابتلاعاً للأراضي الفلسطينية, وإن على العالم أن يتدّبر معنى "يهودية الدولة" تماماً ليعرف أنه أمام عنصرية قادمة تحمل على عاتقها افتتانها بقوتها العسكرية وقدرتها، وان هذه القوة لا تهدد الفلسطينيين وحدهم , وإنما تعرض المنطقة والعالم أجمع لخطر الدمار والفناء.
كما جاء في البيان أن فتح لا تنشئ لغة ولا نتحدث لغواً, وإنما ندق الجرس . فالخطر القادم فادح ويهدد مصير ملايين البشر في منطقتنا, وربما في مناطق أخرى من العالم, بسبب هذه العنصرية الإسرائيلية التي تسمح للمستوطنين ليس بالقتل والدهس, والإهانة والضرب للفلسطينيين وإنما بقيام السلطات الإسرائيلية الرسمية ذاتها, بالإرهاب والعدوان والقتل والطرد، لم نسمع عن ميليشيات داخل الدولة ! ميليشيات دينية تمارس تعصبها, فتذهب إلى اقتلاع الشجر وتدمير الزراعة واغتصاب الطبيعة على هذا النحو, من المجون والجنون !
ثم إننا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" جنحنا إلى السلام انطلاقاً من وحدة بني الإنسان وتساويهم في الحقوق والواجبات واحترام الحريات, وفي مقدمتها حرية الحركة والسفر والترحال والتنقل, التي تلغي حواجز وجُدر عازلة عنصرية, تعرقل حياة شعبنا. إننا على الرغم من كل ذلك ما زلنا نتمسك بالسلام, ونمدّ يدنا قوية ثابتة إلية, شرط أن يكون سلاماً عادلاً, مؤسساً على الشرعية الدولية وحقوق الانسان. مواد متعلقة: 1. فلسطين تطلب المساندة المصرية للفوز بعضوية الاممالمتحدة 2. كامل عمرو: يدعو لدعم التحرك الفلسطيني فى الأممالمتحدة 3. نحو دعم المطالب الفلسطينية المشروعة