دمشق: في اطار العمليات العسكرية المستمرة التي ينفذها الجيش السوري ضد المدنيين العزل ، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية الاثنين ان حافلات مليئة بالأمن والجيش والشبيحة قامت بمهاجمة بلدة الرستن شمالي حمص وسط اطلاق نار كثيف بعد انشقاق عشرات الجنود من المنطقة. وقال سكان وناشطون أن 40 دبابات خفيفة وعربة مدرعة و20 حافلة مليئة بالجنود والمخابرات العسكرية انتشرت في الساعة 5.30 صباحا على مدخل الطريق الرئيسي للرستن على بعد 20 كيلومترا شمالي مدينة حمص وبدأت في اطلاق نيران الاسلحة الالية الثقيلة على البلدة. والرستن عادة هي مصدر مجندي الجيش الذي ينتمي اغلب افراده العاديين الى السنة ويهيمن عليه ضباط من الطائفة العلوية التي تمثل اقلية في سوريا والتي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد. وفي هذا السياق ، أعلن المقدم عبد الستار يوسف قائد كتيبة الشهيد حمزة الخطيب التابعة للجيش السوري انشقاقه عن الجيش مع مجموعة من العناصر الأخري. ووجه يوسف ومن معه في تسجيل صوتي لهم من دمشق دعاء الرحمة الي الشهداء الذين سقطوا في الثورة السورية، ووجه التحيه أيضا الي الشعب السوري، والجيش السوري الحر. وأكد علي تقديم أنفسهم لحماية الشعب السوري من أجل ثورته والوقوف بجانبه لحين تنفيذ مطالبه، معتبرا ذلك حق مشروع للسوريين للسير بهم الي دولة ديمقراطية حرة. ويأتي ذلك وسط تقارير اخبارية تحدثت عن اقتحام الجيش السوري صباح اليوم لقرية هيت الحدودية مع لبنان. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن "أصوات اطلاق نار كثيف تسمع منذ الساعة التاسعة صباحا (6,00 تغ)"، فيما شنت أجهزة الأمن فجر اليوم حملة مداهمات أمنية واسعة في جاسم بمدينة درعا، كما تم اقتحام صرمين بإدلب بالدبابات والمدرعات لتمشيط المزارع المحيطة. وقال خالد الحريري عضو مجلس قيادة الثورة السورية في درعا، ان قوات الأمن والجيش السوري قاموا بمحاصرة مدينة جاسم بالدبابات بمعاونة الشبيحة، وداهموا البيوت وقاموا بقمع المواطنين واعتقال الناشطين منهم. وأضاف الحريري في اتصال هاتفي مع قناة"الجزيرة" الي قيام قوات الأمن باعتقال النساء وكبار السن، وقيامهم أيضاقوات بإطلاق نار كثيف علي مدينة الرستن بدمشق. وأكد علي استمرار الشعب السوري في المطالبة بحقه المشروع، موضحا بقيام القوات باعتقال الأشخاص دون جدال أو تفرقة بين صغير أوكبير، بل يقومون عليه بالضرب المبرح في الوجه والجسد حتي يصل به الأمر الي فقدان الوعي لبعض الأشخاص. في غضون ذلك ، اظهر تسجيل بالفيديو نشر على موقع للتواصل الاجتماعي سوريين ينبشون قبور أشخاص قتلوا خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مدينة حماة ويشير الفيديو الى أنهم يقومون بهذا لدفن الجثث في مقابر رسمية. ويزعم الفيديو أنه يظهر رجالا تجمعوا قرب قبر تم حفره حديثا في حديقة بحماة وعلق رجل قائلا إن رجال الأمن يجبرون اهالي حماة على نبش قبور احبائهم. وكانت تقارير قد أفادت بأن بعض الناس دفنوا القتلى في الحدائق والأفنية الخلفية لمنازلهم بسبب القصف الكثيف ووجود الدبابات في الشوارع. ترسانة الأسلحة في غضون ذلك ، حذر مسئولون أمريكيون وخبراء أسلحة من أن حدوث انهيار مفاجئ لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يعني انهيارا في السيطرة على ترسانة الأسلحة في البلاد.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في نسختها الإلكترونية الاثنين، أن "سوريا تمتلك مواد كيميائية مميتة يمكن تحويلها في أي وقت إلى أسلحة ونشرها في آلاف القذائف المدفعية والرؤوس الحربية التي يمكن نقلها بسهولة". وأوضحت الصحيفة الأمريكية المقربة من دوائر الاستخبارات الأمريكية أن "سوريا تفضل غاز السارين، وهو غاز الأعصاب الذي أودى بحياة 13 شخصا وتسبب في إصابة نحو ألف آخرين خلال هجوم إرهابي في نظام قطار الأنفاق في طوكيو عام 1995" . وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن عددا كبيرا من المحللين يشكون في أن الأسد سيتقاسم بصورة متعمدة قنابل كيميائية مع إرهابيين، إلا أنه من غير المستبعد أن تختفي الأسلحة وسط أعمال الفوضى ناجمة عن انتفاضة تدمر الخدمات الأمنية السورية القوية، والتي تحمي الذخائر. ونقلت "واشنطن بوست" عن مسئول أمني أمريكي يراقب الوضاع في سورية، قوله إن "هذا سيناريو مطروح للمراقبة إذا تفاقمت الأمور... عدد كبير من الأشخاص يراقبون هذا عن كثب". ويشار إلى أن سوريا طورت أسلحة كيميائية للمرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي، وكدست تدريجياً ترسانة متطورة تحت مراقبة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ومن ثم ابنه الرئيس الحالي بشار. ويذكر انه في بداية العقد الماضي، قدر بعض خبراء الأسلحة أن لدى سوريا أكبر مخزون كيميائي في العالم، وهو يتضمن عشرات أطنان العناصر الكيميائية القاتلة ومئات صواريخ سكود وصواريخ أخرى وقنابل تنقل السموم. وقال المسؤولون إن سوريا على رأس الدول الشرق أوسطية التي لديها أنظمة أسلحة هشة، لكن الفوضى السياسية في المنطقة دفعت إلى إعادة تقييم المخاطر التي تطرحها الترسانات في أماكن أخرى. ولفتوا إلى أن القلق لم يكن كبيراً جداً من مخزونات ليبيا النووية لأن الزعيم الليبي معمر القذافي وافق قبل 8 سنوات على التخلي عن أسلة الدمار الشامل، وقالوا ان القلق الآن هو بشأن حماية أسلحة ليبيا التقليدية. وذكروا أن فرق خبراء أسلحة بدعم أمريكي تجهد في المناطق المحررة من ليبيا للعثور على صواريخ مضادة للطائرات، وفيما يقدر عددها بالمئات لم يعثر حتى الآن إلا على 5 فقط. قانون الاعلام وفي سياق المراسيم التي يصدرها الرئيس السوري منذ بدء الاحتجاجات الشعبية الغير مسبوقة التي يشهدها نظامه منذ خمسة أشهر ، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد الأحد مرسوما خاصا بقانون الإعلام ضمن البرنامج الإصلاحي تضمن بشكل خاص منع حبس الصحفي وحرية حصوله على المعلومة. وتزامن صدور هذا المرسوم مع منع ثلاثة صحفيين وكتاب من المعارضة من الذهاب إلى بيروت لإجراء مقابلة معهم مع تلفزيون "الحرة". وأوضح وزير الإعلام السوري عدنان محمود مضمون المرسوم قائلا إنه "يتضمن استحداث مجلس وطني للإعلام يتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلالية المالية والإدارية إضافة إلى أنه يتولى تنظيم قطاع الإعلام والمساهمة في رسم السياسيات الإعلامية ويساهم في تطوير وسائل الإعلام الخاصة والعامة". ومن الذين منعوا من السفر الكاتب والناشط السياسي لؤي حسين الذي قال لراديو "سوا" الامريكي "إن منع السلطات لنا من السفر تثبت أنها ليست مستعدة للسماح بحرية الرأي ولا بحرية التعبير فضلا عن أنها لا تسمح لأحد بالتظاهر. نحن كنا ذاهبين في ندوة تلفزيونية لكن هي تعتبر أنه لا يحق لنا أن نعبر عن رأينا". أما ما هي الحجة التي تذرعت بها السلطات السورية لإصدار قرار المنع فقال حسين إن "الحجة التي بلغنا بها فهي الحفاظ على سلامتنا لأن لبنان يشكل خطر علينا إن دخلناه اليوم". واستطرد قائلا إن ذلك كان أمرا مفاجئا إذ أن معارضين آخرين توجهوا إلى لبنان. وتقول الأممالمتحدة إن 2200 شخص قتلوا في حملة القمع التي يشنها الأسد لكبح الاحتجاجات المندلعة منذ خمسة شهور ضد حكمه. نشاط دبلوماسي سياسيا، من المتوقع ان تشهد دمشق في الايام القادمة نشاطاً دبلوماسياً كثيفاً، بزيارات متوقعة اليوم من مبعوث روسي يحمل مشروعاً روسياً سيُطرح على مجلس الأمن حول الأزمة في سوريا. كما يزور الأمين العام للجامعة نبيل العربي دمشق لإبلاغ القيادة السورية بموقف الجامعة من التطورات السورية. وكانت دمشق قد أبدت تحفظها على بيان الجامعة العربية الخاص بالوضع في سوريا واعتبرته كأنه لم يصدر. جاء هذا فيما قال الرئيس التركي عبد الله جول إن بلاده فقدت الثقة بالنظام السوري. وقال جول ، في مقابلة مع وكالة الاناضول بمناسبة مرور اربع سنوات على توليه المنصب "في الواقع وصل الوضع في سورية الى حد انه لم يعد اي شىء يكفي لإن الأوان قد فات". وكانت انقرة التي انتعشت علاقاتها مع دمشق في السنوات الاخيرة، قد كررت الدعوة للرئيس الاسد للبدء بإصلاحات من دون ان تصل الى حد مطالبته بالرحيل.