تعلق الصحفية البريطانية فيليسيتي أربوثنوت على التقارير الذي ظهرت مؤخراً باشتباه تورط الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في مقتل الزعيم الليبي الراحل معمرالقذافي ، متهمة حلف الشمال الاطلسي "الناتو" بتدمير ليبيا وزعزعة الاستقرار فيها . وأشارت الكاتبة في احد مقالاتها المنشورة اليوم الثلاثاء بصحيفة "ان ديبث افريقا" إلى "أنه عندما تولى نيكولا ساركوزي الرئاسة قام بالترحيب بالقذافي واصفاً إياه " بالقائد الشقيق" كما استقبله في خيمته البدوية قرب قصر الاليزيه".
وتضيف الكاتبة أن حتى توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي زار القذافي مرات كثيرة بل سافر مرة في طائرته الشخصية ؛ سعياً لصفقات تجارية ضخمة ، صمت أيضاً على هول موت القذافي ومصير أبناءه و أحفاده وبلاده.
وتشير الكاتبة إلى أن أمريكا قد قالت أن الحلفاء الغربيين لا يمكنهم التدخل في السياسة الداخلية لليبيا ، ورغم ذلك كان يتم إلقاء القنابل يومياً في ليبيا حتى انتهت بالإطاحة بالقذافي ، في نفس الوقت الذي قيل فيه أن مستشاري فرنسا وبريطانيا قد شاركوا على أرض الواقع.
كما أن محمود جبريل الذي عمل كرئيس وزراء مؤقت بعد الإطاحة بالقذافي قد أكد وجود عميل أجنبي بالإضافة إلى الكتائب الثورية قاموا بقتل القذافي.
وكشفت أحد المصادر الليبية أن ساركوزي لديه أسباب لقتل القذافي بأسرع ما يمكن ، إلى جانب تهديدات القذافي بالكشف عن المعلومات الخاصة بتمويل الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2007 .
وبالإشارة لمعلومة تقر أن القذافي تم تتبعه عبر هاتفه أثناء حديثه مع الرئيس السوري بشار الأسد ، تتساءل الكاتبة " كم عدد الصفقات المالية المزعومة الغامضة يعرفها الأسد ؟ ".
وتشير الكاتبة إلى أنه في نوفمبر 2007 ، قبل زيارة القذافي لباريس حذرت وزارة الخارجية الأمريكية أن المسيطرين على القيادة السياسية والاقتصادية الليبية يتبعون سياسيات قومية بشكل متزايد في قطاع الطاقة ، و أن هناك " أدلة متزايدة عن تأميم الموارد الليبية ". بالإضافة إلى أن حكومة القذافي أجبرت شركات النفط بإعطاء فروعها المحلية أسماء ليبية ، بل تم تعديل قوانين العمل لجعل الاقتصاد ليبي بما يعود في مصلحة الشعب.
ومن هنا توضح الكاتبة عدم الشعور بالدهشة من وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما لليوم الذي قُتل فيه القذافي بأنه " يوم بالغ الأهمية " ، وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية التي ضحكت وقتها قائلة " لقد وصلنا ورأيناه .. لقد مات ".
وفي النهاية تقول الكاتبة أن هناك حقيقة واحدة في " تغيير النظام " في ليبيا وهو أنه ليس هناك أيدي نظيفة، متسائلة " أين هي جثة القذافي ؟ ". مواد متعلقة: 1. جبريل: جهاز استخباراتي دولي «قتل القذافي» ل«يدفن أسراره معه» وما قتلناه! 2. صحيفة إيطالية تتحدث عن تفاصيل جديدة حول مقتل القذافي 3. صحيفة: الأسد سلم القذافي للفرنسيين للحفاظ على نظامه