طرابلس: رحل عن عالمنا رائد القصة القصيرة الليبية د. وهبي البوري وذلك عن عمر يناهز 94 عاماً حسبما ذكرت صحيفة "الوطن" الليبية، ويعد الراحل أول من كتب القصة القصيرة والتحقيق الصحفي في ليبيا. ولد الكاتب الراحل عام 1916 في مدينة الإسكندرية التي رحل إليها مع والده عقب الإحتلال الإيطالي، ثم عاد إلى بنغازي عام 1920م حيث التحق بمدرسة الفنون والصنائع إلى أن أتم فيها المرحلة الإعدادية، والتحق بعد ذلك بالمدارس الإيطالية بالإسكندرية ،وعاد إلى بنغازي ثانية عام 1931،وقد منعته السلطة الحاكمة من العودة إلى مصر لإتمام دراسته، فظل هناك حتى عام 1939 عندما عرض عليه العمل بطنجة لتدريس اللغة العربية في المدارس الثانوية الإيطالية. وطوال حياته شغل البوري العديد من المناصب وأوكلت إليه الكثير من المهام منها عقب دخول إيطاليا في الحرب العالمية الثانية طلبت منه وزارة الخارجية الإيطالية العمل في وزارة الثقافة بالقسم العربي، وعقب سقوط موسوليني واستسلام إيطاليا، دعاه مفتي فلسطين ورئيس الهئية العربية لفلسطين، فعمل معهم في روما، ثم أسند إليه مكتب أنباء فلسطين الذي يُزود الصحف المصرية بالأخبار، ثم عُين مستشاراًَ بالسفارة الليبية بالقاهرة عام 1935، وفي عام 1956 عُين وكيلاً لوزارة الخارجية، وفي عام 1957 عُين وزيراً للخارجية، ثم أرسل وزيراً للبترول، وفي عام 1963 عُين مندوباً لليبيا بالأمم المتحدة، وفي عام 1979 عين مستشاراً للعلاقات الدولية بمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول في الكويت، ثم تقاعد عام 1986 وانصرف إلى الكتابة والتأليف. كانت أولى أعماله قصة قصيرة نشرتها مجلة "ليبيا المصورة" في عدد أكتوبر 1936م، وكتب لنفس المجلة في الفترة مابين 1935و1940 عدداً من القصص والمقالات الأدبية، والموضوعات المختلفة. وبعد عودته إلى بنغازي عام 1947 كتب لصحف الحقيقة وبرقة الجديدةوطرابلس الغرب والوطن والجبل الأخضر. كتب البوري لعدد من المجلات والصحف العربية منها "العربي"، و"الإداري" وصحيفة "الأنباء الكويتية"، وصحيفة "الرأي" الأردنية، ومجلة "البترول والتعاون العربي" كما كتب لصحيفة العرب اللندنية وغيرها، كما ألف كتاب "البترول والعلاقات العربية والإفريقية"، و"البترول والعلاقات الأوربية" و"حظر البترول على جنوب إفريقيا" وترجم كتاب "ماتي" رائد البترول الإيطالي إلى اللغة العربية. وبعد عودته إلى ليبيا عام 1986 كتب في مجلات الثقافة العربية والفصول الأربعة ومجلة تراث الشعب والمؤتمر وألف عدة كتب هي "بنغازي في فترة الاستعمار الإيطالي"، "مجتمع بنغازي في النصف الأول من القرن العشرين"، و"بنك روما والتمهيد للغزو"، و"بواكير القصة الليبية"، و"عمر المختار وغرازياني" الذي لايزال تحت الطبع، وترجم عدة كتب "الحرب الإيطالية" و "الكفرة الغامضة" و"بيبلوغرافيا ليبيا" وحصل الراحل على وسام الفاتح من الدرجة الأولى .