انقسم أعضاء مجلس نقابة الصحافيين حول معايير اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية ، غير أن لجنة الأداء النقابي من حيث المبدأ تؤكد انه من غير المقبول استمرار رؤساء تحرير الصحف القومية الحاليين و رؤساء مجالس الإدارة حيث إن اغلبهم من عهد مبارك، و البقية تم تعينهم في فترة المجلس العسكري و في الحالتين جاء الاختيار بسرية و بدون معايير معلنة، وبعيدا عن الشفافية وهو ما يؤكد انعدام مبدأ تكافؤ الفرص، ويثير الشبهات حول دور الأجهزة الأمنية في الاختيار مما أدى إلى التعسف في استخدام السلطة بمنع زملاء من النشر في صحفهم بالإضافة إلى التفاوت الرهيب في الدخول بين أبناء المؤسسة الواحدة بحسب قربهم من الإدارة. كما أن صدور قرارات التعيين من مجلس الوزراء و المجلس العسكري (السلطة التنفيذية في البلاد) ينطوي على مخالفة جسيمة لقانون تنظيم الصحافة المعروف بالقانون 96 لسنة 96 و ينص في المادة 55 منه على أن الصحف القومية مستقلة عن السلطة التنفيذية.
وتؤيد لجنة الأداء وضع معايير لاختيار رؤساء التحرير، فمن غير المنطقي إن تتوالى خسائر الصحف، و يتقدم أصحاب الحظوة الصفوف ، ويتم تحجيم وتهميش من تزخر بهم هذه الصحف من كفاءات مشهود لها.. لينتهي الأمر – كشيء منطقي- بخسائر مالية وأدبية يتحملها الشعب المالك الحقيقي لهذه الصحف ،وهناك عشرات الأمثلة للدعم المادي من الحكومة لهذه المؤسسات الصحفية بمئات الملايين من الجنيهات ، وأمامنا كل يوم أخطاء مهنية جسيمة أدت إلى تفوق العديد من الصحف الخاصة حتى مع تغير النظام.
وأشارت لجنة " الأداء النقابي " أنها عارضت منذ البداية تغليب عدد أعضاء لجنة التقييم من غير الصحفيين ..وقد قام مجلس الشورى بالفعل بتعديل أدى إلى تفوق الجانب الصحفي (لا ندعى إن استجابة مجلس الشورى جاءت لمطلبنا بشكل مباشر).
ووصفة إن اعتراض البعض بان ضمن المعايير ما يهين الصحفي، وهو تقديمه لأرشيفه قولة حق يراد بها باطل؛ إذ الحقيقة هي إن أرشيف بعض هؤلاء سوف يفضح معيار ارتباط هؤلاء بالنظام السابق، وما كانوا يروجونه لهذا النظام من أكاذيب..بل أن الكاتب الكبير الذي استشهدوا بمقاله في تأييد موقفهم الرافض للمعايير، وهو الأخ جمال الغيطانى، هو ذاته له مقالات تسبح بحمد سوزان مبارك، ويمجد ب"المخلوع"..ولدينا نحو عشر مقالات على استعداد لإرسالها فورا لمن يرغب.
وترى لجنة الأداء انه يمكن التجاوز عن هذا الشرط..وإعفاء المتقدم من توصيله بنفسه..فالأرشيف يمكن الحصول عليه بمنتهى السهولة، وذلك عن طريق البحث في الانترنت(جوجل وإخوتها)..ليكشف عن الفلول، وأيضا عن (الاعلانجية).
ان القول بعدم أحقية مجلس الشورى بوضع المعايير،حيث ان مناخ الثورة يعنى ولاية الصحف على نفسها وأن النقابة هى المرجعية الوحيدة، هو ايضا قول حق يراد به باطل لان المعترضون الان من مجلس النقابة تعاملوا منذ تشكيل المجلس- بعد الثورة - مع مجلس الشورى و ذراعه الخاص بأمور الصحافة (المجلس الأعلى للصحافة) دون ان نسمع من احدهم اى اعتراض !
وتقترح لجنة "الأداء النقابي" إضافة الى المعايير المطروحة إمكانية ترشيح الصحفيين بالجريدة لمن لم يتقدموا بانفسهم بالترشح اذا رأوا ان هؤلاء من المتميزين و يستحقون المنصب ولكنهم يعزفون عن ذلك لاسباب مختلفة، منها: الخجل وايثار الغير..وفى هذه الحالة تناقش اللجنة انطباق المعايير عليهم من عدمه. (ومن الممكن ان يتم النص على عدد محدد او نسبة معينة من الصحفيين بالمؤسسة لتقديم الترشيح) .
و تؤكد لجنة الاداء النقابى رفضها التام لحملة جمع التوقيعات التى يسعى اليها فريق الرفض، لأنها حملة ستؤدى الى المزيد من الانقسام داخل الجماعة الصحفية ، خاصة إذا قام الفريق الاخر بجمع توقيعات مضادة..ليتحول اعضاء النقابة الى "ألتراس" ممدوح الولى وجمال عبد الرحيم فى مواجهة "ألتراس" كارم محمود وجمال فهمى ..والمدرب القدير ياسر رزق!.
وتوضح لجنة الأداء النقابي للزملاء الحقائق التالية : 1- انقسم أعضاء مجلس النقابة حول معايير اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، حيث أصر عدد من أعضاء المجلس على الانسحاب من اجتماع بمجلس الشورى خاص بهذا الموضوع، أعضاء المجلس المنسحبين: كارم محمود-جمال فهمي -علاء العطار-خالد ميري -هشام يونس-أسامة داود-عبير سعدي..بينما شارك باقي أعضاء المجلس في الاجتماع وهم:ممدوح الولى(النقيب)-حاتم زكريا-جمال عبد الرحيم-هانى عمارة-ابراهيم ابو كيلة-(محمد عبد القدوس فى أجازة).
2-ان انقسام مجلس النقابة فى اجتماع مجلس الشورى ما هو الا صورة حقيقية لانقسام المجلس داخل النقابة،وهو انقسام سببه الاول:الشللية والخلافات السياسية حيث يرفض فريق المعايير لمجرد ان مجلس الشورى ينتمى غالبيته ل "الاخوان"، وما حدث هو خروج نشر غسيل الانقسام من أروقة النقابة ليكون على المستوى العام!.
3-ان المحرك الاساسى للفريق المنسحب ولأصحاب المصلحة الحقيقية المباشرة وهم رؤساء تحرير الصحف الحكومية، وعلى رأس هؤلاء المحركون "الأخوان رزق":ياسر رزق وحمدى رزق..علما باننا لسنا ضد الكفاءة المهنية لمجموعة رزق جروب.."ارزاق"!.
4-ان الفريق المنسحب ينسق فى كل خطواته مع ياسر رزق، بل يكاد ان يتحرك بأوامره بما يشبه عصا المارشال..والأمر واضح منذ ظهور مؤشرات فوز معظم هؤلاء بعضوية مجلس النقابة..ومن المعروف ان ياسر رزق وقف بكل إمكاناته واتصالاته مناصرا جبهة يحي قلاش ومنها:كارم محمود-جمال فهمي-علاء العطار..وتبنى بشكل شخصي خالد ميري ليكون خليفته داخل المجلس وفى كل شئ حتى لجنة الاسكان..وشارك ياسر رزق كافة الاجتماعات السرية بالكافيتريات والنوادى لعمل ضغوط فى توزيع لجان مجلس النقابة.
اما انضمام أسامة داود لهذا الفريق، فقد بات واضحا ظهور خواص فزيائية عليه تجعله قابلا"للتمدد والانكماش" واصبح ينطبق عليه القول:"روح يا اسامة..يروح اسامة..تعالى يا اسامة..يجي اسامة".
في حين إن عبير سعدى، والتى لاقت الامرين من مساعى كارم محمود بافشال مشروعها التى حصلت على اعلى الأصوات بسببه، وهو تطوير لجنة التدريب، وانشاء معهد تكنولوجى للصحفيين ، وقد قام كارم بتحريك مجلس النقابة ضدها لسحب القاعات والاجهزة ليحولها الى محارب بعصا من القش..وافقت هى الاخرى على الانضمام لهذا الفريق المنسحب..ونعتقد انها موافقة اقرب لاتقاء عداء مرتقب من رئيسها فى العمل ياسر رزق.(من جانبنا اتصلنا بكل من اسامة داود وعبير سعدى لتوضيح موقفهما الا انه من المؤسف رفضا الرد على الهاتف).
5-تم وضع اسم جمال فهمي فى قائمة المنسحبين،بينما أعلن فهمي نفسه انه لم يحضر وهم ما يعنى إن إضافة اسمه تكريس لأسلوب الشللية، ولإظهار ترجيح كفة الرافضين لمعايير اختيار رؤساء معايير الصحف الحكومية.
6 – أما عن الجبهة التى شاركت فى الاجتماع فمن الواضح إن حضور ممدوح الولي وجمال عبد الرحيم جاء بهدف البحث عن اقتناص فرصة للفوز برئاسة تحرير الاهرام والجمهورية-وهذا حق مشروع- ولكن بهذا المظهر يتحول الأمر إلى ترتيب لمجريات الأمور، والدفع بالمصالح الشخصية أولا، فيكون هذا الفريق مثل الفريق الاخر..الاول يقاتل حتى لايتغير انصاره ، والثاني يتعجل الفرصة للفوز بالغنائم.