تابع مرصد الأزهر الشريف الفيديو الذي بثته حركة "حسم" الإرهابية، عبر قناة لها على موقع «يوتيوب»، حيث يتضمن الفيديو العمليات التي استهدفت فيها الحركة قتل الأبرياء والتفجيرات التي نفذتها ضد قوات الأمن المصرية الساهرة على حماية مصر وأراضيها من كل خطر يهددها، بالإضافة إلى عرض لعمليات تدريب العناصر الإرهابية المرتزقة على استخدام السلاح في بعض الأماكن الصحراوية. ويؤكد مرصد الأزهر إن هذا الفيديو يكشف عن حجم التمويل الذى تتلقاه هذه الجماعات من خارج البلاد، في محاولة بائسة لإظهار قوتهم الوهمية على صفحات العالم الافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي والذى تبنت منصات جماعة الإخوان الترويج له، مشيرًا إلى أن بث الحركة الإرهابية لهذا المقطع يأتي متزامنا مع نشاط مكثف لقوات الأمن المصرية لضرب هذه الحركات الإرهابية والقضاء عليها نهائياً. ويتابع مرصد الأزهر أسن المقطع يوضح قيام أفراد ملثمين من الحركة الإرهابية باجتياز الموانع وكأنهم يتلقون تدريبا عسكريا منظما، في محاولة فاشلة من الحركة لتضخيم قوتهم وتمددهم والتهويل منها من خلال جمع المعلومات عن ضحاياهم ورصد أماكنهم للاعتداء عليهم، والحقيقة التي يؤكدها مرصد الأزهر أن الحركة تلفظ أنفاسها الأخيرة بفضل النجاحات الأمنية التي حققتها الأجهزة الأمنية؛ من خلالها محاصرة البؤر الإرهابية في أماكن تمركزها والقضاء عليها على أرض الواقع. ويكشف مرصد الأزهر، من خلال تحليل الإصدار المرئي الأول للحركة الإرهابية المسماة بسواعد مصر "حسم"، والذي ورد بعنوان "قاتلوهم"، أن الحركة الإرهابية تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين فكرًا ومنهجًا، وفى نفس الوقت تستخدم الأسلوب الذى تتبناه "داعش" الإرهابية للترويج لما تقوم به من عمليات إرهابية؛ من خلال مقاطع مصورة الأمر الذى يعكس التشابك القوى بين جماعات العنف والتطرف. ويوضح مرصد الأزهر أن حركة "حسم" الإرهابية اعتمدت في هذا الفيديو على منهج مضلل وكاذب لتبريرها لأعمال العنف والقتل والتفجير، ويرجع ذلك إلى ثلاثة أمور، أولها انتزاع الآية القرآنية: "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ" من سياقها وكأنها نزلت عليهم لتعطى لهم ضمانا من عذاب الله يوم القيامة على كل ما يقومون به من عنف وترويع للآمنين. أما الأمر الثاني هو تصوُّر الحركة أن ما يقومون به هو رد فعل على أعمال يعتبرونها عدائية من السلطات الأمنية حسب زعمهم، والحقيقة أن أفراد الأمن لا تعتقل بريئا ولا تودعه السجن إلا بعد ثبوت ضلوعه في جريمة كتلك الجرائم التي يرتكبها المتطرفون والمسلحون والمخربون، والسؤال هنا كيف أصدرت هذه الحركة الإرهابية حكمها على بعض الأفراد بالقتل وتحت أي مسمى وبأي حجة شرعية أو قانونية أطلقت عليهم الرصاص أو دمرت ممتلكاتهم. وتابع المرصد أما الأمر الثالث فهو محاولة إلهاب حماسة الشباب واللعب بعواطفهم وكأنهم في جهاد حقيقي وقد تناسوا أن الجهاد لا يعلنه إلا الحاكم الشرعي للبلاد وبعد موافقة مؤسسات الدولة المعنية بالأمر، وأن هذا الجهاد لا يكون إلا للدفاع عن الأوطان ضد أي خطر يمكن أن يهددها، لا لمحاولة نشر الرعب فيها وتهديد ابناءها، والمجاهد الحقيقي ينبغي أن يوجه سهامه لأعداء الوطن الذين يعتدون عليه لا إلى صدور من يدافعون عنه من بنى جلدته. ويكشف مرصد الأزهر أن الحركة اعتمدت على الاسقاط الغريب والشاذ لتبرير أعمال القتل والتفجير، من خلال التذكير بمواقف المسلمين تجاه المرأة المسلمة التي اعتدى عليها أحد اليهود بالمدينة، فثار المسلمون لتلك المرأة وأخرجوا اليهود من المدينة كرد فعل للاعتداء على المرأة المسلمة، وذلك في استدعاء ظالم لذلك الموقف الذى لا يجوز اسقاطه على الوقت الراهن، وذلك ليوهموا المتلقي بأنهم هم المسلمون وأن من يقتلونهم هم الأعداء الحقيقيون من اليهود الذين اعتدوا على هذه المرأة. ويؤكد مرصد الأزهر أن المقطع المصور ما هو إلا خطاب منحرف يلبس الباطل صوت الحق، ليوهم من يشاهده أن حرب هؤلاء الإرهابيين ضد دولتهم حربا عادلة، ويصورونها وكأنها حرب بين الكفر والإيمان، ويوجهون رصاصهم الغادر إلى رجال الوطن الشرفاء الذين يعملون على حمايه أوطانهم واستقرارها، لافتاً إلى أن هؤلاء المنحرفين قد تناسوا أن الله خلق الإنسان واستخلفه لعمارة الأرض وجعل سفك دمه كبيرة من أكبر الكبائر، وأنه من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا.