قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن هناك الكثيرين فى الشرق العربي والإسلامي لا يعرفون من الغرب إلا سياسة الكيل بمكيالين وسياسة المصالح الخاصة التى لا تراعى مصالح الشعوب ويضربون من الأمثلة على ذلك ما حدث فى "العراق" و"ليبيا" وغيرهما ورسالتى إليكم أو رجائى الكبير هو أن تعملوا باهتمام على تغيير هذه النظرة القاتمة المتشائمة ولعلنا نبدأ معا صفحة جديدة نعمل فيها على ترسيخ السلام العالمي، وإخماد نيران الحروب ووقف شلالات الدماء والفرار من الأوطان وحل القضية الفلسطينية حلا عادلا يضمن السلام والاستقرار فى المنطقة.وقال "فهذه يدى ممدودة إليكم للعمل سويا من أجل هذه الأهدف الإنسانية النبيلة.. فهل من مجيب؟. وأشار "الطيب" خلال كلمته بمقر البرلمان الألماني مساء اليوم، إلى أن الديمقراطية التى نتطلع لأن ترفرف أعلامها عالية خفاقة فى بلادنا العربية والإسلامية لا يمكن أن تتحقق بالحروب وصراع الحضارات والفوضى الخلاقة وأنهار الدماء وقعقعة السلاح بل بالتبادل الحضارى بيننا وبينكم والحوار المتكافئ غير المستبد وبرامج تبادل التعليم والصناعة والتكنولوجيا. وأوضح أن المسيحيين والمسلمين فى الشرق إخوة عاشوا معا على مدى قرون عديدة والجميع عازم على مواصلة العيش فى دولة وطنية تحقق المساواة وتحترم الحريات وأن التعرض للمسيحيين وغيرهم باسم الدين هو خروج عن تعاليم الإسلام وأن التهجير القسرى جريمة مستنكرة نجمع على إدانتها. وقال إن الأزهر ناشد المسيحيين أن يتجذروا فى أوطانهم حتى تزول موجة الإرهاب الذى نعانى منه جميعا، واليوم يدين الأزهر جميع الأعمال الوحشية التى يقترفها دعاة الإرهاب والتى كانت كوت ديفوار آخر مسارحها الكريهة، ولا يفوتنا هنا أن نعزى الشعب الألمانى فى ضحيتهم فى هذا الحادث المؤسف. وختم الدكتور الطيب خطابه قائلا: "مرة أُخرى أُكرر ما قلته آنفا من أن الأزهر إنما جاء ليمد يده إليكم وإلى الإتحاد الأوروبى من خلالكم.. من أجل ترسيخ علاقات الإخاء الإنساني والسلام العالمى بين الشرق والغرب بصفة عامة وبين الأزهر والمواطنين المسلمين فى أوروبا الذين أتوجه إليهم فى ختام كلمتى أمام هذا البرلمان العريق بأن يمثلوا النموذج الإنسانى الراقى للدين الإسلامى ولنبيهم الذى بعث رحمة للعالمين جميعا وليس للمسلمين وحدهم. وقال إن الأزهر مستعد لتقديم المناهج التى تعصمكم من الاستقطابات المنحرفة وتعينكم على تمثيل دينكم الإسلامى بحسبانه دينا صالحا للتعايش فى كل زمان ومكان.