نقص الرعاية الصحية يهدد أرواح الأطفال سمر محمد : أبنى أصيب بفيروس خطير بسبب إهمال المستشفى هند محمد: منذ 36 يوم يعاني لم يتعافى ابنى من العلاج في المستشفى استشارى أطفال: احذروا وحدات المبتسرين قنابل موقوتة في المستشفيات مدير المستشفى : تنقصنا أدوية كثيرة ونعانى عجزا شديدا في أعداد التمريض إذا توافرت ممرضات سترتفع أعداد الحضانات حالة من الصدمة والذهول تنتاب أى زائر لمستشفى أحمد ماهر التعليمى، من تدني مستوي الرعاية الصحية والإهمال الطبي وشكاوي المرضي وذويهم وتدني مستويات النظافة وعدم الاهتمام والعناية بأدوات التعقيم . بمجرد صعودك للدور الأول للمستشفى تجد أمامك قسم الأطفال، على يمينك ترى غرفة الاستقبال وعلى اليسار غرفة حضانات الأطفال المصابين بالأمراض المعدية، حيث توجد 5 حضانات في كل حضانة طفل، يتابعهم ممرض ويمر عليهم كل خمس دقائق. وفى أثناء تجولنا داخل وحدة الأطفال وجدنا ممرّضة تضع بين يديها دفترا للمأموريات، وأخرى بجوارها تتابع الأطفال في الحضانات، ويرقد طفلين في حضانتين على اليمين، واثنان آخران على اليسار. مشاكل في التنفّس، أمراض قلب ،اضطرابات في الأمعاء والجهاز الهضمي، الصفرا ، الأنيميا، الالتهابات أو العدوى، و أغلب حالات الأطفال الموجودة في وحدات حديثي الولادة والحضانات، والتي تخضع لفحص طبي على يد الطبيب المختص. في بداية حديثها لنا قالت "هند محمد" ،والدة أحد الأطفال المرضى، إن طفلها يرقد منذ 36 يوما في الحضانة يعاني مشاكل في التنفس والتهاب في الرئتين والصفراء، مضيفة أن المستشفى لم تقبل بدخول مولودها رغم مرضه قبل دفع 200 جنيه قيمة التأمين الخاص باللمستشفى. وأوضحت "هند" أن المعاملة جيدة على الرغم من أنها دفعت ما يقرب من 250 جنيها لضبط الأحبال الصوتية لطفلها كما قال لها الطبيب المختص. وأضاف زوجها مصطفى ربيع ، أن حالة طفله لو تم علاجه في مستشفى خاص سوف تكلفه مالا يقل عن 30ألف جنيه طوال ال36 يوما التي قضاها في الحضانات. وفى الغرفة المقابلة رأينا السيدة" هناء رضا الجميل "، خيم الحزن على ملامحها إذ استسلمت لمرض ابنها وقالت : إنها تقيم في أوسيم بمحافظة الجيزة، وقد أجريت عملية الولادة القيصرية في مستشفى إمبابة قبل ميعادها بشهرين ،فاحتاج طفلها إلى استكمال نموه في إحدى الحضانات كونه من الأطفال المبتسرين، مضيفة أنه بالاتصال بالخط الساخن رقم 137 لوزارة الصحة ،تم تحويلهم إلى مستشفى أحمد ماهر التعليمي، و بدء رحلة علاج طفلها بوضعه داخل حضانة لأنه يعاني من ضيق في التنفس،وثقب في القلب. روشتة على ورقة كراسة وأضافت أن المشكلة الأكبر التي تواجهها هي شراء علاج "التغذية الوريدية"،من مستشفى قصر العيني الفرنساوي،و الذي يتجاوز سعره 130 جنيها في اليوم الواحد كما أنه غير متوفر في صيدليات مستشفى أحمد ماهر، مشيرة إلى أن تكلفة الحضانة رخيص جداً ، تساوي 20 جنيها في اليوم الواحد. وأشارت رضا إلى أن والد الطفل يعمل سائق توكتوك ولا يتحمل نفقات علاج طفله الذي أكمل 15 يوما إقامة بالحضانات حتى وقت حديثها، كما أنه يحتاج إلى 130 جنيها يومياً لشراء علاج التغذية الوريدية أيضاً، فنصحها الأطباء في المستشفى بتحويله إلى لجنة الزكاة والصدقات بمشيخة الأزهر لتحمل نفقة العلاج. وفي أثناء تجولنا داخل المستشفى سمعنا صراخها يملأ أرجاء المستشفى وهي تتوسل الجميع للتدخل من أجل إنقاذ طفلتها، تدعى سمر محمد، والتى أكدت أن طفلها يعانى من فيروس فى الدم ويخضع للعلاج بحضانات المستشفى منذ عيد الفطر المبارك. وانتقدت "سمر " ضيق سعة يدها ويادة أعباء ومصاريف العلاج بالمستشفى، قائلة ": كل 5 أيام بدفع 100 جنيه للمستشفى وابني عنده فيروس في الدم جاله من المستشفى لأنه أتولد سليم ،إضافة إلى نقصان وزن الطفل بعد أن ولد وزنه كيلو ونصف". وقالت ،إنه يُطلب منها علبة لبن صناعي ثمنها 81 جنيها وتزن نصف كيلو وذلك كل يومين ، مشيرة إلى أنها تشتري 10 حفاضات "بامبرز" لطفلها كل يومين . وتابعت سمر إن زوجها محمد عثمان دفع مبلغ 700 جنية مصاريف في المستشفى خلال فترة تواجد طفله. وفي لقائنا بمدير عام مستشفى أحمد ماهر التعليمي الدكتور محمد فوزي ،قال إن هناك عجزا شديدا في أعداد التمريض بالمستشفى حتى يتوفر ممرض لكل حضانة، موضحاً أن عدد الممرضات في الحضانات 10 ممرضات فقط، والمفترض يكون لدينا 30 ممرضة على الأقل ، مضيفاً أنه بناء على توافرعدد الممرضات قد تزيد عدد الحضانات الموجودة في المستشفى . وأضاف" فوزي" أن التجهيزات الطبية متوافرة داخل المستشفى، وكافة الأطباء متاحين في جميع التخصصات ،مشيراً إلى أن التأمين الصحي يصرف الأدوية لكل المتعاقدين به في المستشفى وبالمجان ، لافتاً إلى أن هناك بعض الأدوية غير متوفرة للأطفال الموجودين بالحضانات مثل دواء نمو الرئة للحالات التي لديها صعوبة في التنفس ،مشيراً إلى أن هناك إجراءات لضمه للتأمين الصحي خلال الفترة المقبلة في المستشفيات لأن سعره يصل إلى 3 الآف جنيه . وأشار إلى أن عدد الحالات الموجودة في المستشفى 10 حالات على 10 حضانات موجودة ، وفي حال توافد حالات جديدة تحول إلى الر قم الساخن 137 والطوارئ بوزارة الصحة لتدلهم على المستشفيات التي تستقبل الحالات الجديدة ، منوهاً إلى أن أغلب متوسط أعمار تلك الحالات داخل الحضانات 10 أيام. الدكتور جيهان الحسيني استشاري الأطفال في مستشفى أحمد ماهر، أوضحت أن عدد الحضانات في المستشفى قابلة للزيادة، لكن الاحتياج الأكبر للتمريض، مضيفة أنه نادراً ما يحتاج الأطفال الموجودين بالحضانات إلى أدوية من خارج المستشفى سوى اللبن الصناعي وبعض الأدوية ضد التشنجات لكن الأغلب متوفر. وأشارت "الحسيني" إلى أن مستشفى أحمد ماهر حصلت على المركز الأول في ال"iso'" للأطفال المبتسرين ،مشيدة بأداء الممرضين وبخدمة الأطباء مع أطفال الحضانات. وأكدت أن أغلب الحالات تمنع تواجد والدة الطفل سوى في مواعيد الزيارات التي تسمح بها المستشفى سواء للرضاعة أو غيرها. ولفتت إلى أن هناك حالات صعبة كثيرة دخلت الحضانات وتعافت،منهم أطفال كان وزنهم بعد الولادة مباشرة نصف كيلو، كما توجد غرف خاصة بالحالات المُعدية ، سواء المصابين بميكروب من الولادة ، اوالتي تحتاج لفترة علاج 3 أسابيع . و أضافت الحسيني أن هناك أجهزة حديثة جداً لعلاج الصفراء لدى الأطفال في 6ساعات تسمى"بيلي سفير"،مشيرة إلى المبتسرين في حضانات المستشفيات قنابل موقوتة.