صدر مؤخراً عن دار "أوراق" للنشر كتاب جديد بعنوان "على طرف منديل" للكاتبة رضوى فرغلي، وهو الكتاب الثالث لها بعد "بغاء القاصرات"، و"أطفال الشوارع: الجنس والعدوانية"، إضافة إلى بحث مشترك بعنوان: "عبد الهادي الجزار: الفنان والصورة" وهو حائز على جائزة دار الصدى الإماراتية. "على طرف منديل" العنوان الرومانسي الذي يحيلنا إلى الرسائل الناعمة بين الأحبة، ومضات وشجية مثل مقطوعة موسيقية كلاسيكية تتسلل إلى الروح لتغفو عليها من تعب طويل، أطلقت عليه رضوى، شذرات شعرية، ويحتوي على 77 نصاً قصيراً استفادت في نسجهم رضوى من كونها "مُعالجة نفسية"، في رصد إحساس المرأة بتلك المشاعر والمواقف التي تبدو عابرة أو بسيطة، لكنها مؤثرة في وجدان المرأة. ووفق دار النشر، تعتمد النصوص على التقاط مشهدي بالدرجة الأولى في مقاطع تنبض بإحساس غامر ونَفَس أنثوي متأمل وصوت هامس يدنو من القارئ ويتسلل إليه بخفة، عبر تكوين لغوي يبدو بسيطا لكنه صعب الإفلات منه كما أنه من الصعب أيضا أن تكتفي بقراءة النصوص مرة واحدة. رضوى، الدكتورة في علم النفس، تتعامل مع الكتابة بالطريقة نفسها التي تتعامل بها مع البشر، تقيم معها علاقة حميمة بحيث تأتيها طواعية دون التفكير في آلية النشر أو منظور الجوائز أو الالتصاق المرضي بما تصدره، فتقول: "لا يعنيني كثيرا التصنيف فهو ليس مهمتي، أنا فقط أكتب وأترك للمتلقي حرية التذوق أو النقد أو الرفض وأمتن كثيرا لكل من يهديني ملاحظة فنية تساعدني على تطوير أدواتي، فالالتصاق بما نكتب هو نقص في ثقة الكاتب بنفسه وقلق مرضي يعكس خوفه النفسي من الرفض وهذا يجعله "محلك سر". وتصف الكاتبة أيضاً علاقتها بالكتابة فتقول: "هواية وليست هوية"، خصوصا الأدبية منها والتي تقول عنها: "أحب الحياة جدا والاستمتاع بكل ما يتاح لي فيها، والكتابة هي نافذة جديدة على الحياة ووسيلة أخرى للمتعة تشبه هواية السباحة والقراءة والسفر". "كتابة نص جديد بالنسبة لي، يحتوي على متعة مماثلة لمقطوعة موسيقى أو زيارة لمتحف أو سهرة على "شط النيل". ومن نماذج نصوص كتابها "على طرف منديل" نقرأ: يقفُ الماضي بيني وبينك لا يُهدر لحظةَ قسوة وبخيطٍ رفيعٍ حادٍّ يصطادُ حكاياتٍ مُسَمَّمَة يوقظُ الوجع إذا أغويتُه بالنوم وكلما اشتهيتُكَ يرمي بالمرارة طازجةً في فمي ............................. تتحسَّسُ ملامحي بشبق كُلَّما مررتُ بخاطرك تبحثُ عني في صفحات الكتب وألوانِ لوحاتٍ تقتنيها بشراهة تختبئُ خلف الصمت مرتجفَ اليدين تحتفظُ بصوري كتاباتي التي تهملُها علناً ومثلَ أي مجنون تسأل عني أصحابي المنسيين حين تغار وبغضب طفولي؛ تُقسمُ لي: أكرهكِ