احتفلت كلية العلوم الصحية في الجامعة الأمريكية في بيروت بالعيد الستين لتأسيسها، وعقدت بهذه المناسبة مؤتمراً علمياً دولياً بعنوان "الصحة العامة، وقد شمل المؤتمر ستة جلسات وشارك فيه بحاثة من الهند وأوستراليا وتركيا ومصر والسعودية وتونس واليمن وفلسطين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والعراق وايران وتونس والكونغو وبنغلادش ولبنان وجنوب أفريقيا. وتجري الكلية حالياً عدداً من الدراسات التي تدور حول الصحة والسلوك، والاكتئاب بين كبار السن، وإدمان القمار، والسلوك الجنسي، وصحة الأم والصحة الإنجابية، وصحة وسلامة أفراد الجسم التمريضي، ومكافحة التدخين، وسلوك مدخّني النارجيلة، وغيرها الكثير. وقد خلصت أحدث دراستان علميتان في الكلية إلى وجود منحى خطير لدى طلاب الثانويات والجامعات، إذ هم يسيؤون استخدام عقاقير الدواء. استعمال العقاقير الطبية تمكن الباحثون من إجراء دراستان لاستعمال الطلاب لعقاقير الدواء التي تعطى في وصفات طبية لأهداف غير طبية هما أول دراستان في العالم العربي في هذا المجال وقد نشرتا في المجلة الأكاديمية "إدمان المخدرات والكحول" . وقد بحثت الدراسة الأولى، التي نُشرت في العام 2012، في كيفية حصول طلاب الجامعة الأمريكية في بيروت، اللبنانيون وغير اللبنانيين منهم، على العقاقير الطبية وكيف يستخدمونها. وتناولت الدراسة الثانية، طلاب المدارس الثانوية في بيروت لمعرفة ما إذا كان احتمال استخدام العقاقير الطبية من دون وصفة طبية يتزايد بين من يدخنون الشيشة، وهي عادة تنتشر على نطاق واسع بين الشباب في منطقة شرقي المتوسط. وتعتبر نسبة تصل إلى 63 % من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت أنه من السهل الحصول على الأدوية من دون وصفة من الطبيب، كما أن مدخني النارجيلة هم أكثر ميلا لاستخدام المهدّئات، أوالحبوب المنومة، أو مسكّنات الألم، ونسبتهم أكبر بثلاثة إلى خمسة أضعاف ممن لا يدخنون النارجيلة." ومن ناحية أُخرى، أثبت الباحثون وجود صلة قوية بين مدخني السجائر وازدياد الاستخدام غير الطبي للعقاقير الطبية، وبالنظر إلى أن واحداً من كل اثنين من طلاب المدارس الثانوية اللبنانيين قد جرب تدخين الشيشة، مقارنة مع واحد من كل أربعة طلاب خبر تدخين السيجارة، فإن دراسة الرابط بين تدخين الشيشة والاستخدام غير الطبي للعقاقير الطبية تصبح ضرورة حتمية من أجل استنباط البرامج التدخلية المناسبة في مجالات الصحة العامة. إن تدخين الشيشة يعتبر أقل ضرراً وقابلية للإدمان من تدخين السجائر، وهذا خطأ، وتظهر الأبحاث الجديدة بوضوح إلى أنه مماثل بضرره لتدخين السجائر، أو قد يكون أكثر منه ضرراً. وقالت البروفسورة ليليان غندورالأستاذ المساعد في علم الوبائيات والصحة السكانية بكلية العلوم الصحية، أن النتائج تظهر وجود منحى خطير، والوضع يستوجب الرصد الدقيق. وأشارت غندور إلى أن الطلاب يحصلون على عقاقير طبية قوية مثل "ترامال، وفيكودين، وكساناكس، ولكزوتانيل، وفاليوم، وأمبيان، وبروزاك"، أو غيرها، إما عن عن طريق شرائها من الصيدلية من دون وصفة طبية، أو باستعمال وصفة طبية يكتُبُها لهم صديق طبيب، أو باستخدام وصفات طبية بقيت عند أصدقائهم أو عائلاتهم. وقالت البروفسورة غندور أن ما يثير القلق أيضاً هو أن نظام الرعاية الصحية في لبنان ليس مركزياً، والمرضى يمكن أن يستحصلوا على عدة وصفات طبية في الوقت ذاته، من دون أن بعرف طبيب ما الوصفة التي أعطاها طبيب آخر. وقالت غندور: "صحيح أن معظم الطلاب يستعملون هذه العقاقير الطبية للهدف الذي صُنعت من أجله، أي أنهم يتعالجون ذاتياً، إلا أنهم ليسوا على بيّنة بالأعراض الجانبية للدواء أو بتأثيره حين يؤخذ مع الكحول أو مع أدوية أُخرى، وهم لذلك يتعرّضون لأخطار جدية. وهذه الأخطار تكون أحياناً قاتلة".