قدم رئيس الحكومة اليمنية "محمد سالم باسندوة"، اليوم الأحد، استقالته من منصبه، في رسالة وجهها للشعب اليمني، اتهم فيها الرئيس عبد ربه منصور هادي ب"التفرد بالسلطة"، وذلك وسط تقارير عن سيطرة الحوثيين على أغلب المؤسسات الحيوية في العاصمة صنعاء وبينها مبنى وزارة الدفاع والبنك المركزي. وقال بيان صادر عن "باسندوة"، وجهه إلى أبناء الشعب اليمني، إنه قدم استقالته ل"إتاحة الفرصة لإنجاح الاتفاق بين جماعة الحوثي والرئيس اليمني"، لافتاً إلى أنه "بذل جهده خلال فترته التي استمرت عامين و9 أشهر في خدمة الوطن وانتشاله من براثن الأزمات". واتهم "باسندوة" الرئيس اليمني بالتفرد بالسلطة، وقال إن "المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية نصت على الشراكة بين رئيس الحكومة، وبين الرئيس اليمني"، وتابع "إلا أن ذلك لم يحدث إلا لفترة قصيرة ريثما جرى التفرد بالسلطة". ولفت رئيس الوزراء المستقيل إلى أنه "وأعضاء الحكومة أصبحوا بعدها لا يعلمون بشيء، عن الأوضاع العسكرية والأمنية وعن علاقات اليمن بالدول". وفي المقابل، نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" "استغراب مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية ما تناولته بعض وسائل الاعلام من أنباء عن استقالة الأخ محمد سالم باسندوه من رئاسة حكومة الوفاق الوطني". وقال المصدر للوكالة :" إن الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لم يتسلم أي طلب استقالة ولم يصل مثل هذا الطلب إلى رئاسة الجمهورية حتى اللحظة ليتم البت فيه وفقا للإجراءات القانونية المعروفة والمتبعة, ولذلك مازالت الحكومة قائمة برئاسة الأخ محمد سالم باسندوه". ويأتي إعلان "باسندوة" عن استقالته بعد تصعيد لجماعة أنصار الله (الحوثيون) تحركاتها المسلحة، وسط تقارير عن سيطرتها على أغلب المؤسسات الحيوية بالعاصمة صنعاء الأمر الذي يلقي بظلاله على اتفاق تم الإعلان عن التوصل إليه مساء أمس السبت، ويترقب توقيعه وفي وقت لاحق مساء اليوم، لمحاولة إنهاء تمرد الحوثيين الذي فاقهم من تردي الاضطرابات التي يشهدها اليمن منذ الاطاحة بنظام علي عبدالله صالح عام 2011 حيث تواجع الحكومة حركة انفصالية في الجنوب واتساع نطاق نشاط تنظيم القاعدة. فقد سيطر مسلحون حوثيون على مبنى وزارة الدفاع وسط صنعاء بعد مواجهات مع حراسته، وذلك بعد وقت قصير من سيطرتهم دون اشتباكات على مقر القيادة العليا للقوات المسلحة وهيئة الأركان العامة وسط صنعاء، بحسب شهود عيان أشاروا عيان أنهم شاهدوا عربات تنقل بعض الأسلحة التي تم نهبها من مقر القيادة تخرج من البوابة بحراسة مسلحي الحوثي. أعلن مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أن وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب، وجه كافة منتسبي الوزارة في أمانة العاصمة بعدم الاحتكاك مع "أنصار الله" أو الدخول معهم في أي نوع من أنواع الخلافات والتعاون معهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار، والحفاظ على الممتلكات العامة وحراسة المنشآت الحكومية، التي تعد ملكا لكل أبناء الشعب، واعتبار (أنصار الله) أصدقاء للشرطة، وبما يخدم المصلحة العامة للوطن". وبخلاف المقرات العسكرية، سيطر الحوثيون بحسب شهود عيان، على مبنى البنك المركزي في منطقة "ميدان التحرير" وسط صنعاء، دون الإشارة لاشتباكات مع حراسة المبنى. وقالت مصادر طبية في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا (أكبر مستشفى خاص) بصنعاء، أن مسلحي الحوثي اقتحموا المستشفى وقاموا بنهب محتوياته. وأضافت المصادر للأناضول أن "إدارة المستشفى أخلت المستشفى من المرضى والجرحى والممرضين"، ووجهت نداء استغاثة لإنقاذ بقية المرضى والموظفين الذين لم يتمكنوا من المغادرة". وكان الحوثيون قد سيطروا أمس على مقر التلفزيون الرئيسي في صنعاء، بحسب شهود عيان وبذلك تكتمل سيطرتهم على أغلب المؤسسات الحيوية في صنعاء رغم إعلان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بنعمر، مساء أمس السبت، أن "الأطراف اليمنية توصلت إلى صيغة اتفاق ينهي الأزمة القائمة بين الحكومة وجماعة الحوثي (جماعة أنصار الله)". ويتوقع أن يعلن الاتفاق عن تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تضم الحوثيين والتراجع عن الكثير من بنود قرار أثار الاحتجاج اتخذ في يوليو/ تموز الماضي لزيادة أسعار الوقود لتقليص عجز الموازنة. ومنذ أسابيع، تنظم جماعة "الحوثي" احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء وقرب مقار وزارات وسط المدينة، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات، ولم تفلح مبادرة طرحها هادي، وتضمنت تعيين حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود، في نزع فتيل الأزمة، نتيجة لتشكك الحوثيين فيها، واشتراطهم تنفيذها قبل إنهاء الاحتجاجات.