يصادف الثامن من آذار..يوم المرأة العالمي..كم جميل ورائع هذا العنوان..جميل بجمال المرأة ورقتها ونعومتها..وقبل البدء بالحديث لنقف اولاً وقفة قصيرة..ولنتأمل..لمَ هذا العيد؟..وكيف حدث؟وبالذات في اليوم الثامن من آذار..ولماذا هذا اليوم بالضبط؟..حيث لايمكن ان نحتفل بيوم دون ان نعرف سبب المناسبة..فقد تبين ان عدداَ ليس بالقليل من الناس لايعرفوا ذلك..وان المرأة بالذات تنظر الى هذا العيد..انه مجرد مناسبة..حالها كحال بقية الأعياد..تنتظر فيه الأهتمام بفرح..والتهاني مع الهدايا والزهور..بدون ان تعي فحواه..وكأنها عروس تزف لعريسها..(قصة هذا العيد اذكرها في نهاية النص)..ان هذا اليوم هو ليس يوم المرأة بشكل عام..بل يوم المرأة الثائرة..المحاربة في سبيل كسرقيودها..وهذا ضروري لتنطلق من القضبان الذي تحيط نفسها بها..لتحرر نفسها اولاً..وبالتالي تستطيع ان تمارس حريتها..ولتحدد لنفسها إطاراً لتبدأمن عنده الثورة..ولتثور ضد عالم القسوة والعنف الذي تعيشه..لتدميره والقضاء عليه واستثمار جهودها وطاقتها من اجل الصراع لنيل حريتها..والتي هي من ابسط المقومات التي تفتح امامها الآفاق فيما لو عرفت معنى الحرية التي تصبو اليها..لكنها لا زالت اسيرة لقيم وتقاليد تساهم هي في خلقها..فبالرغم من كون المرأة قد وصلت الى مراكز مرموقة واثبتت جدارتها بجانب الرجل بل احيانا كثيرة فاقته..الا انها لا زالت تحبي..ولا زالت تعاني وتقبع تحت معاناة ووطأة اعراف قاسية..وبالرغم من المستوى الذي وصلت اليه من العلم والثقافة لا زالت سجينة داخل نفسها..وبالرغم من مرور أزمنة عديدة على حرمانها من حقوقها الا انها اصبحت تساهم في حركة التطور والتحديث في دول العالم المتقدم والنامي على السواء..ان اول ما تحتاجه المرأة بالذات في عالمنا الشرقي هو الأمان والطمأنينة..ولكي تحصل على حقوقها في الحرية والأمان لابد من الثورة..الثورة التي تأتي من الوعي..ولا يكفي وعيها انها مقهورة..انما بأدراكها الوضع الذي وضعت نفسها به..نعم اقول..هي التي وضعت نفسها في إطار الظلم..وان الكثيرات من النساء في مجتمعاتنا يقبلن ويستسلمن..فلا احد بأمكانه ظلم اي شخص مالم يكن الشخص نفسه قد ساهم في ظلم نفسه..على الرجل ان ينظر للمرأة كأنسانة جديرة بالأحترام وان لها من الحقوق والواجبات كما له..حيث لا زالت المرأة مغيبة ودورها مهمش في مجتمعاتنا.. فليكن التعامل مع المرأة بوصفها الأم والزوجة والأخت والحبيبة..دعونا من الشعارات التي اصابتنا بالتخمة..اوجه كلامي هذا للمرأة ..وانا اول من اوجه لها الكلام..متى تتصدين للظلم والقهر والأستبداد؟..قهر خارج وداخل البيت..اكسري الحدود وانطلقي..لتستحقي الأحتفال بهذا اليوم الرائع..ولتستحقي الورود والتهاني والأهتمام..وأقول . كل عام وانتي بألف خير "قصة يوم المرأة العالمي" حدثت في مصنع نسيج في امريكا ..حيث احرق بالكامل مع العاملات اللواتي شكلن اضراباً وكتبن مطالب الى رئيس المصنع ورفضها على الفور..حيث كان عددهن 72 عاملة..لقد قامت هؤلاء النسوة بتشكيل اضراب هو الأول من نوعه في تاريخ النساء في مدينة نيويورك بالتحديد في عام 1909..لقد اضرمت النيران في اجسادهن من قبل مالك المصنع..وبعد سنة تقريباً من الجريمة التي وقعت على هؤلاء النسوة العزل من حرق اجسادهن وتيتيم اطفالهن..قررت الأممالمتحدة دعوة نساء الدول ..حيث عقد في كوبنهاكن في الدنمارك..واهم قرار أتخذ بهذا الأجتماع هو مارسمن كل عام عيد لجميع نساء العالم.