ليفني امام امتحان صعب سلامة عكور تسيبي ليفني تطلب من الرئيس شيمون بيريز مهلة ثانية لعلها تنجح في تشكيل حكومة ائتلافية.. واذا نجحت في اقناع حزب العمل في الاشتراك في حكومتها من خلال باراك وغيره، فان عقبات كأداء لا تزال ناشبة امامها.. وابرز هذه العقبات شروط حزب شاس الذي تحتاج لمشاركته في الحكومة لكي تكون حكومة مريحة.. وابرز شروط حزب شاس كما اكدها ايلي يشاي هو عدم وضع قضية القدس على جدول اعمال اي مفاوضات فلسطينية- اسرائيلية.. وذلك باعتبار القدس الموحدة عاصمة ابدية لاسرائيل..وهذا امر من شأنه عدم تمكين حكومة تسيبي ليفني من القيام بمناورات تزعم فيها حرصها على تحقيق السلام مع الجانب الفلسطيني.. فتظهر اسرائيل امام المجتمع الدولي رافضة للسلام ومتمسكة باطماعها التوسعية العنصرية في الاراضي الفلسطينية والعربية ، وتظهر كدولة تهدد الامن والسلام في المنطقة.. اما اذا لجأت ليفني لاحزاب يمينية متطرفة او دينية ، فانها ستواجه شروطا قاسية اخرى منها ما هو سياسي ومنها ما هو مالي ..ولا يبقى امامها سوى اللجوء الى الاعلان عن انتخابات مبكرة للكنيست..وعندئذ ستتيح المجال امام حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو للفوز في الانتخابات وفي تشكيل الحكومة التي يريد.. وكما هو معروف فان حزب الليكود يميني متطرف وغير مبال لتحقيق السلام مع الجانب الفلسطيني او مع الجانب السوري او اللبناني...وهو حزب مؤمن بدولة اسرائيل اليهودية من النهر الى البحر.. لهذا فانه سيشجع على بناء المستوطنات وقد يضع الخطط لاقامتها في مختلف الاراضي الفلسطينية وخاصة في اراضي الضفة الغربية.. وقد يمارس سياسة ''الترانسفير'' لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية ويحكم الحصار على قطاع غزة ويمنع مقومات وعناصر الحياة عن ابنائه واطفاله لاجبارهم على الهجرة.. تسيبي ليفني التي تعرف كل ذلك وتحرص على بقاء حزب كاديما الذي تتزعمه في سدة الحكم قد تبذل جهودا مضنية جدا، وقد تلجأ الى المراوغة والمناورة لاقناع حزب شاس بضرورة الاشتراك في حكومتها لا سيما وان ايلي يشاي يشارك في الحكومة المالية بدون الشرط المتعلق بالقدس، وشارك في حكومات قبل هذه الحكومة بدون هذا الشرط التعجيزي الذي لا تستطيع ليفني القبول به طالما ظلت تزعم بحرصها على انجاح عملية السلام.. على اي حال ان تسيبي ليفني تجد نفسها امام خيارين اثنين..فاما تحقيق النجاح في تشكيل الحكومة الائتلافية ولو باغلبية قليلة وغير مريحة اذا لم تنجح في اقناع حزب شاس واكتفت بمشاركة حزب العمل..واما الاعلان عن انتخابات مبكرة..والايام القليلة المقبلة ستظهر ما هو مخفي اليوم .. فهل تنجح ليفني في هذا الامتحان الصعب؟!! . عن صحيفة الرأي الاردنية 27/10/2008