"ماربيلا" .. بلدة قديمة تتوارى عن الأنظار

تقع ماربيلا على بعد 40 كيلومتراً جنوب شرقي ملقة وتشكل الأميال الساحلية بين ماربيلا وبورتو بانوس النظير الإسباني لمونت كارلو، وتنتشر بيوت براقة تعود للبريطانيين الميسورين وعلية القوم الأسبانيين على التلال المحيطة، بالإضافة إلى اليخوت الأنيقة الروسية في المارينا.
وتضاهي ماربيلا في سحرها منتجع كوستا دول سول في جنوب اسبانيا حيث المطاعم والمحلات التجارية أكثر عصرية وأناقة وربما أكثر تكلفة وتجنبت المدينة المغالاة في تعمير المباني والتطور العمراني الذي ابتليت به جارتها كل توريمولينوز، وتتوارى البلدة القديمة عن الأنظار مخبئة شيئاً من سحر العصور الوسطى.
وعلى نطاق أوسع فإنك ستجد في بيرتو بانوس على بعد عشرة كيلومترات إلى الغرب اليخوت الفخمة كبيرة الحجم، وسيكتشف الزوار الذين يقودون سياراتهم لعدة أميال في القرى والتلال المحيطة بروندا اسبانيا التي لم تلامس عالم السياحة بعد.
تقف روندا على هضبة عالية في المناطق الجبلية الداخلية وتبعد 48 كيلومتراً عن ماربيلا وهي واحدة من أجمل المواقع التاريخية في المنطقة، ويقصدها المتنزهون في رحلاتهم الترفيهية المنطلقة من على شواطئ كوستا دل سول والراغبون في الهروب من تلك الشواطئ للتعايش مع الثقافات هناك في كافيترياتها ومطاعمها.
وتشتهر بنهرها المتدفق في مضايق صخرية ويقسم المنطقة إلى شق ينتمي للعصور الوسطى والآخر للقرن الثامن عشر، ويعرف ذلك المضيق بالتاجو أقيم عليه جسر بونتي نوفو الذي كان يضم سجناً ويستفاد منه هذه الأيام كموقع استراتيجي لمشاهدة الأماكن السياحية.
وتوجد به ممرات ومسالك مثيرة على امتداد النهر تسهل الاطلاع على البر المحيط به وتشتهر روندا أيضاً برياضات مصارعة الثيران تلك الرياضة الأقدم والأضخم في اسبانيا وتفتح حلبات مصارعة الثيران أبوابها للزوار في موسم مصارعة الثيران كما تحتوي تلك الحلبة على متحف رائع.
يبعد المطار 5 كيلومترات جنوب شرق مدينة ملقة ويضم مدرجين متوازيين يلتقيان من الجهة الداخلية وتتوافر خدمات النقل بالحافلات وسيارات التاكسي التي تغادر كل نصف ساعة، أما الانتقال إلى ماربيلا فيتم عن طريق حافلات تنطلق كل 45 دقيقة.
ترتفع درجات الحرارة في اسبانيا في فصل الصيف خاصة في يوليو وأغسطس، ويبقى الجو معتدلاً لبقية شهور السنة خاصة في الشمال، أما المناطق الجنوبية فتكون دافئة في معظم الأحيان ومن أفضل الأوقات لزيارة اسبانيا عموماً شهور الربيع والخريف باستثناء مناطق ساحل الأطلسي الذي تتساقط عليه الأمطار الغزيرة في اكتوبر ونوفمبر، ورغم أن أغسطس هو الشهر الأكثر ازدحاماً، إلا أن مايو وأكتوبر هما المفضلان من ناحية المناخ واعداد الزوار الوافدين إلى اسبانيا، ويكون البرد قارساً جداً في مدريد والمناطق الوسطى أثناء فصل الشتاء.