بروكسل: في الوقت الذي وصلت فيه أسعار النفط العالمية إلى مستويات قياسية قاربت على مستوى ال 100 دولارا للبرميل، أعلن الاتحاد الأوروبي عن عزمه خفض نسبة استهلاكه من الطاقة التقليدية بمعدل 20% واستبدالها بمصادر طاقة متجددة، وذلك في محاولة منه لجعل سياسة الطاقة الأوروبية أكثر قدرة على المنافسة، ومستقلة، وفاعلة على المدى الطويل. وأكد فيران تيراداليس، الناطق باسم المفوض الأوروبي المكلف شؤون الطاقة أندرياس بيبلاغكس، "أننا عندما ننتج بأنفسنا طاقة متجددة، نقلل من اعتمادنا على الغاز والبترول، وبالتالي نحقق بعض الاستقلالية ". وأشار تيرادليس في كلمته التي أوردتها وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى أن ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية لا يؤثر على أمن احتياطيات الطاقة في الاتحاد الأوروبي على المدى القريب. وقد عزا المراقبون ارتفاع الأسعار النفط إلى جملة من عوامل خارجة عن إرادة المنظمة من بينها تدخل تدخل المضاربين في السوق وتراجع إنتاج مصافي النفط والتوترات السياسية الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال العراق وتدهور قيمة الدولار الذي خسر حتى الآن حوالي 40% من قيمته. وأرجعت أوبك في تقريرها الشهري الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" ارتفاع أسعار النفط إلى حالة القلق الناجمة عن احتمال وقوع مخاطر اقتصادية وعدم استقرار الأسواق المالية والبورصات المتعاملة بالنفط إضافة إلى عوامل جيوسياسية ونفسية وموسم الأعاصير في الولاياتالمتحدة وضعف حالة مصافي تكرير النفط في الدول المستهلكة وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة أثرت على حالة الطلب العالمي على النفط وأدت إلى انخفاض مخزون الوقود في ظل تراجع ملحوظ في مستوى أداء قطاع التكرير وانعكس على حالة السحب المستمر من المخزون النفطي الخام. وكانت المنظمة قد شرعت رسميا اعتبارا من يوم أمس الأول من نوفمبر في ضخ نصف مليون برميل إضافي إلى السوق في محاولة لكبح جماح الأسعار المرتفعة للنفط. وأوضحت انه على الرغم من أن الارتفاع الحالي في أسعار الخام ليست له علاقة بسياسات السوق من العرض والطلب فإن المنظمة تهدف من وراء ضخ مزيد من الخام في الأسواق إلى تبديد حالة القلق والمخاوف من حصول أي نقص في الإمدادات النفطية واحتمال سحب كميات كبيرة من المخزون النفطي من مستودعات السوق التي تتسم بالتراجع وعدم الاستقرار أصلا. وأرجع شكيب خليل وزير النفط الجزائري ورئيس منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" ارتفاع الأسعار إلى العجز في طاقات المصافي وتوقف الإنتاج في بعض المناطق بسبب الأعاصير وكذلك جراء المضاربات المفرطة، بالإضافة إلى العوامل الجيوسياسية. ومن المنتظر أن تركز القمة الثالثة لأوبك التي ستعقد في العاصمة السعودية الرياض خلال الشهر الجاري على محاور ثلاثة هي توفير الامدادات البترولية ودعم الرخاء وحماية البيئة .. حيث يتوقع أن تتم بلورة هذه المحاور في إعلان قابل للتنفيذ. وتجدر الإشارة إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حذرت مؤخرا من نفاذ احتياطيات العالم من النفط بحلول عام 2015 بدلاً من التقديرات السابقة والتي تحدثت عن عام 2037م.