صدر عن دار "تالاندييه" للنشر بباريس كتاب "السكير وبائع الزهور" للمفكر نيكولا ويرت، ويرصد عبر صفحات كتابه ال 222 المجزرة التي عرفها الاتحاد السوفييتي في ظل حكم جوزيف ستالين خلال عامي (1937-1938) والي يطلق عليها "تشريح مجزرة جماعية". وينطلق ويرت وفقا لصحيفة "البيان" الإماراتية من بداية الأمر الذي حمل الرقم "00447" والذي أصدره ستالين بتاريخ 30 يوليو 1937، ويري أنه كان يمكنه أن يبقى "طي الكتمان" لو لم يكن مؤلف هذا الكتاب قد نقّب في الأراشيف السرية للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي وأراشيف الأجهزة السرية السوفييتية. ويتوقف المؤلف أمام القمع الذي مارسه ستالين في تلك الحقبة تحت عناوين مختلفة ومتنوعة "أشكال تصفية النخب" و"آليات اتخاذ القرارات" و"منفذو العمليات" و"كم عدد الضحايا؟"، وكان ذلك الأمر السرّي الذي أصدره ستالين يقضي بتصفية العناصر المعادية للثورة سرّا. حدد الأمر بالتفاصيل والأرقام عدد أولئك الذين ينبغي اعتقالهم، وقسم "عاثري الحظ" الذين يتم القبض عليهم إلى فئات - الأولى ينبغي إعدامهم، والثانية: يتم إرسالهم إلى معسكرات الاعتقال والأشغال الشاقة لمدة عشرة سنوات. وأبرز الكتاب الفعالية الكبيرة التي أظهرتها الأجهزة المعنية في موسكو تحت إشراف "نيكيتا خروشوف" الذي خلف فيما بعد ستالين بعد موته و دعا إلى "نزع الستالينية" أثناء المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي عام 1956. ولم تتردد الآلة القمعية في تنظيم قوائم جديدة وأولت اهتمامها بأمر الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات والذين تمّ النظر إليهم على أنهم خطيرون اجتماعيا وبالنتيجة طال القمع الدموي المجتمع السوفييتي برمته وبجميع مكوناته . واستمرّ الذعر الكبير الذي مارسه النظام الستاليني من بداية شهر أغسطس 1937 وحتى شهر نوفمبر 1938 وكانت النتيجة التي آل إليها، هي الفشل الكامل بحيث أنه قد ترتبت عليه نتائج سلبية كبيرة ليس أقلّها أهمية خلل آلية عمل المؤسسات ومختلف دوائر الدولة التي جرى إفراغها من الكفاءات التي اعتقلت. وبلغ حصيلة القمع الذي قامت الآلة الستالينية حوالي 750000 بالإضافة إلى 800000 آخرين جرى اقتيادهم إلى معسكرات الاعتقال في سيبيريا وغيرها لتنفيذ حكم الأشغال الشاقة بحقهم لمدة عشرة سنوات، ويؤكد ويرت في خاتمة كتابه أن -الجلادين يمكن أن يصبحوا بدورهم ضحايا-، بعد أن رصد آلية اتخاذ القرارات التي أدّت إلى "سلسلة من الرعب" و"التصفية الاجتماعية".