باريس: وزعت على المكتبات العامة في فرنسا كتاب "بنازير بوتو, فتاة من الشرق" وهو أحدث الاصدارات الأدبية في المكتبات الفرنسية الذي يعتبر سيرة ذاتية لرئيسة وزراء باكستان السابقة بعد ترجمتها من الانجليزية الى اللغة الفرنسية. وكانت دار النشر "هيلوييز أورمسون" اشترت هذه السيرة من الوكيل الأمريكي أندرو ويلي أثناء معرض فرانكفورت الأخير. ووصل عدد النسخ التي طبعت حتى الان 17 ألف نسخة ومن المنتظر أن تسجل "فتاة من الشرق" مزيدا من المبيعات نظرا لما تثيره هذه السيدة التي جمعت بين الجمال والحنكة السياسية من تساؤلات حول حياتها الخاصة والعامة. واغتيلت بوتو التي تولت رئاسة وزراء باكستان مرتين والتي كانت أبرز شخصية معارضة خلال تجمع انتخابي في باكستان يوم الخميس جراء جروح أصيبت بها في انفجار استهدف موكبها في مدينة روالبندي. وأشارت تقارير صحفية إلى أن سبب الوفاة كان إطلاق نار مباشر على رأسها حيث أنها كانت قد فتحت نافذة سيارتها المصفحة لتحية الجماهير بعد انتهاء المؤتمر الذي عقدته في منطقة لياقت باغ في روالبندي خلال حملتها الانتخابية فاقترب منها شخص وأصابها مباشرة في رأسها ورقبتها وأعقب ذلك تفجير انتحاري وقع على بعد 25 مترًا من سيارة بوتو مما أسفر عن سقوط 20 قتيلا على الأقل. ووقع الحادث بعد دقائق من إعلان بوتو أنها قادرة هي وحزبها في حال فازت بانتخابات 8 يناير المقبل على القضاء على المسلحين الموجودين في مناطق القبائل. وأعلن تنظيم القاعدة مسئوليته عن اغتيال بوتو، وقال زعيم التنظيم القاعدة في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد إن عملية الاغتيال جاءت بناء على قرار اتخذه الرجل الثاني في التنظيم القاعدة أيمن الظواهري في شهر أكتوبر الماضي وأوضح أن تنفيذ العملية تم عبر شخصية متبرعة تنتمي لخلية بنجابية . ونقلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عن أبو اليزيد قوله: "لقد قضينا على أغلى رصيد أمريكي (بوتو) والتي أعلنت عن عزمها إلحاق الهزيمة بالمجاهدين". بينما ذهب البعض إلى أن جهات غربية وربما تكون هندية هى التى نفذت عملية الاغتيال لإشاعة مزيد من الفوضى في باكستان . يذكر ان بنظير بوتو ولدت في إقليم السند عام 1953، وتلقت تعليمها في جامعتي أكسفورد ببريطانيا وهارفارد بالولايات المتحدة. وشغلت بنظير بوتو منصب رئيسة وزراء باكستان مرتين، ما بين عامي 1988 و1990، و ما بين عامي 1993و1996، وفي الحالتين أقالها رئيس البلاد من منصبها بعد اتهامها بالفساد. واعترى حياة بوتو السياسية العديد من حالات المد والجزر، فقد كانت فور انتخابها لأول مرة إحدى أشهر القيادات النسائية في العالم بل ووصفها البعض بالمرأة الحديدية نسبة إلى رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر. وكانت بوتو قد سجنت قبيل إعدام والدها وقضت أغلبية السنوات الخمس من سجنها في حبس انفرادي وقد وصفت تلك الفترة بشديدة القسوة. أسست بوتو خلال الفترات التي قضتها خارج السجن للعلاج مكتبا لحزب الشعب الباكستاني في العاصمة البريطانية لندن وبدأت حملة ضد الجنرال ضياء الحق. وعادت بوتو إلى باكستان عام 1986 وتجمعت في استقبالها حشود جماهيرية ضخمة وأصبحت رئيسة للوزراء بعد وفاة الجنرال ضياء الحق في انفجار طائرته عام 1988. واجهت بوتو اتهامات كثيرة بالفساد حيث اتهمت الحكومات الباكستانية المتعاقبة آصف زرداري زوج بوتو باختلاس ملايين الدولارات من الدولة، كما اتهم بإيداع هذه الأموال في حسابات سرية في مصارف أوروبية متعددة. وسجن زوجها على إثر هذه الاتهامات وأنكرت بوتو بشدة الاتهامات الموجهة ضدها وضد زوجها قائلة إن دوافعها سياسية. ورغم أنها لم يتم إدانتها في خمس اتهامات على الأقل بالفساد، لكنها أدينت عام 1999 بعدم المثول أمام المحكمة وغادرت باكستان في هذا العام لتقيم في دبى بالإمارات العربية المتحدة مع أولادها الثلاثة فيما كان زوجها في السجن وعندما تم الإفراج عنه فى عام 2004 بكفالة انضم إليها في دبى. وظهرت بوتو في 2007 كمنافسة قوية لمشرف إلا أن المحادثات السرية الأخيرة التي أجرتها مع مشرف بشأن تقاسم السلطة اعتبرت بمثابة الخيانة للقوى الديمقراطية لأنها من شأنها تعزيز قبضة مشرف على السلطة ، كما أنها خسرت تأييد الجماعات الإسلامية بعد تحالفها مع واشنطن .