مفتي تونس: لا تجوز الصلاة على المنتحرين حرقا احتجاجات فى تونس تونس: دعا مفتي تونس الشيخ عثمان بطيخ السبت التي شهدت في الفترة الأخيرة احتجاجات اجتماعية وأعمال عنف غير مسبوقة تخللها حالات انتحار حرقا إلى عدم الصلاة على المنتحر "استنكارا لما صدر عنه وزجرا لغيره". ونقلت صحيفة "الصباح" التونسية عن الشيخ عثمان قوله: إن الانتحار ومحاولته جريمة وكبيرة من الكبائر، ولا فرق شرعا بين من يتعمد قتل نفسه أو قتل غيره.
وأضاف عثمان: وسيان أكان القتل بسمّ أو سلاح أو بحرق أو بغرق فكله عمل شنيع. ومحاولة ذلك جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون قال عليه الصلاة والسلام: "من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة"، وقال أيضا: "إن النار لا يعذب بها إلا الله".
وتابع: وفي الحديث الصحيح: "بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فاستعمل رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه فغضب فقال أليس أمركم النبي صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني قالوا بلى قال فاجمعوا لي حطبا فجمعوا فقال أوقدوا نارا فأوقدوها فقال ادخلوها فهمّوا وجعل بعضهم. يمسك بعضا ويقولون فررنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من النار فما زالوا حتى خمدت النار فسكن غضبه فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة".
وبحسب عثمان فإن المنتحر مرتكب كبيرة وليس بكافر فيغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ولا يصلي عليه الأفاضل من الناس استنكارا لما صدر عنه وزجرا لغيره.
ونصح بأن على المرء أن يكون عاقلا مسيطرا على انفعالاته متغلبا على الصعاب بالصبر والجد والاجتهاد ولا يستنكف من أن يعمل أي عمل شريف لئلا يكون عالة على غيره، وعلى المرء أن لا تهزه العواطف والأقاويل المغرضة، والتعاطف مع ضعفاء الحال لا يكون بالبكاء والصراخ وإنما بتقديم المساعدات المادية لهم.
وشدد أنه لو أخرج الأغنياء زكاة أموالهم ووزعوها بالعدل على المناطق الأكثر احتياجا وفقرا، لكان خيرا لهم ولغيرهم.
وانطلقت يوم 18 كانون أول/ ديسمبر 2010 شرارة احتجاجات اجتماعية وأعمال عنف غير مسبوقة في عدة مدن بمحافظة سيدي بوزيدجنوب العاصمة تونس غداة إقدام بائع متجول على الانتحار بإحراق نفسه احتجاجا على تعرضه للصفع والبصق على الوجه من قبل شرطية تشاجر معها بعد أن منعته من بيع الخضر والفاكهة دون ترخيص من البلدية، ولرفض المحافظة قبوله لتقديم شكوى ضد الشرطية.
وسكب الشاب الذي يدعى محمد البوعزيزي "26 عاما" البنزين على جسمه وأضرم النار في نفسه أمام مقر محافظة سيدي بوزيد يوم 17 كانون أول/ ديسمبر 2010، ثم توفى مساء الثلاثاء الماضي،الرابع من كانون ثاني/ يناير 2011، بعد صراع مع الموت بأحد المستشفيات.
وفجرت هذه الحادثة موجة احتجاجات اجتماعية لا تزال مستمرة بعد أن امتدت إلى عدة محافظات أخرى في البلاد، ويندد المحتجون بما يسمونه "تردي ظروف المعيشة وتفشي البطالة والفساد".
وأسفرت مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يوم 24 كانون أول/ ديسمبر 2010 في مدينة منزل بوزيّان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد عن مقتل شخصين اثنين برصاص الأمن وجرح العديد.
وأقدم عدد من الأشخاص، أغلبهم من العاطلين، عن العمل على إحراق أنفسهم في وقت لاحق بنفس طريقة البوعزيزي.