د. محمد كمال : المصلحة العامة تقتضي التخلص من الخنازير

القاهرة: أكد الدكتور محمد كمال " أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ": جواز التخلص من الخنازير كجزء من المال العام للدولة من أجل الحفاظ على المصلحة العامة وتجنب الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير الذي ضرب الكثير من دول العالم وراح ضحيته العشرات وسط تحذيرات بخطورة تفشيه .
جاء ذلك في الندوة التي عقدت مؤخرا بمسجد رابعة العدوية بمدينة القاهرة ، وتناول خلالها الدكتور محمد كمال قضية "ركن المقاصد" في الفقه الإسلامي ، موضحا: أن مفهوم المقاصد في الفقه الإسلامي يتكون من ثلاث أركان أساسية أولها: تعليل الأحكام؛ ويقصد به العلة التي على أساسها ينبني الحكم الشرعي ، والركن الثاني: هو المصلحة والتي قسمها الفقهاء إلى: مصلحة معتبرة؛ ومصلحة مرسلة؛ ومصلحة مطلقة ، أما الركن الثالث: فيتعلق بمآلات الأفعال .
وأشار كمال، بحسب موقع "الفقه الإسلامي"، إلى أن المصالح المعتبرة هي التي جاءت النصوص الشرعية قاطعة بالنسبة لها مثل: الصلاة ، فالمصلحة المعتبرة منها هي إكمال العبودية لله تعالى ومثلها في الحج والزكاة وغيرها من الفرائض التي افترضها الله عز وجل على عباده المؤمنين .
وقال إنه بالنسبة للمصالح المرسلة فهي جزء من الأدلة مؤكدا: أن المصالح العامة مرتبطة ببعضها البعض ، حيث يجوز على سبيل المثال إهدار جزء من المال العام لحماية كل المال العام مثل: إعدام الخنازير لكي يتم الحفاظ على المصلحة العامة .
وتطرق كمال إلى الشبهة التي تتعلق بقول بعض المستشرقين والعلمانيين وهى: أنه حيثما تكون المصلحة فثم شرع الله ، مؤكدا: أن هذا القول حق يراد به باطل ، حيث أن الصحيح أنه حيث يوجد شرع الله تكون المصلحة العامة ؛ لأن الشرع جاء بالمصلحة للعباد ولا تعارض هنا بين الشرع ومصلحة العباد على الإطلاق .
وعن الركن الثالث من أركان المقاصد في الفقه الإسلامي قال: إن مآلات الأفعال لها أثر كبير على استنباط الأحكام الشرعية ، ودلل على ذلك بمثال: "أن رجلا تزوج امرأة زواجا شرعيا مكتمل الأركان لكنهم أعلنوا أن الزوج سيكون محلل للزوجة حتى تعود لزوجها الأول ، فهنا عقد الزواج شرعي ولا نقص به ، لكنه باطل لأن مآلاته باطلة حيث أدى إلى حيلة ممنوعة لفعلٍ غير مشروع وهو التحليل .
وفى ختام الندوة أوضح الدكتور كمال: أن ركن القياس يعتبر من أركان الحكم الشرعي ، وذكر مثالا على ذاك فقال: إن تحريم الخمر له نص من القرآن ، ولكن مغيبات العقل الآخر لا نص لها في القرآن ، ولذلك يتم استخدام القياس هنا على حكم الخمر بالنسبة إلى المغيبات الأخرى وبذلك تأخذ مغيبات العقل حكم الخمر .