لن نبدأ بالقول بأن صلاح جاهين قد رحلت روحه عن الدنيا في الحادي و العشرين من شهر أبريل في عام 1986 ميلادية ، و هو الذي ولد ، أو ألقي فيها ، كما صورت أشعاره الإنسانية ، الفلسفية ... الاكتئابية ، علاقته بالحياة ، التي كانت أولى لحظات انزلاقه إليها في 25 ديسمبر 1930 ميلادية برضه .. لن تبدأ بذكر الموت و هو أي عمنا صلاح كانت له وقفات و اشتباكات و منازلات عنيفة و ساخرة و سوداء حتى ترك كل منهما علامات على الآخر ، ولم ينتصر أحدهما على الآخر تمام الانتصار .. فلا صلاح جاهين أمات الموت ، و لا استطاع الموت أن يغيّب صلاح جاهين تماما .. فكل ما استطاعه أن ينزع الروح عن الجسد ، التهمت الأرض جسد جاهين ، و هذا أمر طبيعي تفعله مع كل العظماء .. أو حتى الوضعاء على حد مانعلم ، إلا إذا استثنينا أجساد الأنبياء من الأمر وفق المعتقد الديني الإسلامي . أما الروح ، فذات شأن آخر ، فهي لا تفنى و لا تموت ، و بعيدا عن السفر في عالم ما وراء الطبيعة ، أؤكد أنني ، و معي الكثيرون في ذلك ، أراها و أتلمس آثارها ، في المزاج العام و إنتاج الكثيرين من الشعراء ، سواء من مجايليه ، أو ممن أتوا بعده .. المتأثرين به ، أو المنبهرين ، أو الراغبين في تجاوزه ، كل على طريقته و حسب قدرته ، فهي متوائمة بشكل أسطوري مع المزاج المصري العام .. المكتئب ، الساخر ، الحكيم ، ال .. ، ال ... ، فهي قطعة صادقة منه ، .. لا تنتزع . أيها الموت إن روح عم صلاح لا تزال حية و فاعلة و مسيطرة .. افهم بقى .. اقرا كده الرباعية دي : عيد و العيال اتنططوا ع القبور لعبوا لستغماية .. و لعبوا بابور و بالونات و نايلونات شفتشي و الحزن ح يروح فين جنب السرور عجبي !! .. طب شوف رسمة الكاريكاتير دي ..