في شارعٍ مزدحمٍ بالقرب من الموقف الجديد بمنطقة كرموز في الإسكندرية، كان صوت طلقات الرصاص السبعة كافيًا لتحويل حياة مهندس شاب إلى خبر عاجل. الضحية هو شاب في منتصف الثلاثينات، خريج قسم ذي حساسية عالية؛ شعبة الهندسة الكيميائية والنووية، لكنه يعمل بعيدًا عن هذا المجال في أحد توكيلات السيارات. تلقّت الأجهزة الأمنية بالإسكندرية إخطارًا عاجلاً بوجود جثة لشاب مُسدّد إليه الرصاص في الشارع، وسرعان ما انتقلت فرق البحث الجنائي إلى مسرح الجريمة، لتجد الجثة وقد ارتوت بدمائها. قبل أن تتضح الحقيقة، كانت الأقاويل والهمسات قد سبقت الشرطة، لغم التخصص الحساس للمجني عليه (الهندسة الكيميائية والنووية) فجّر موجة من التكهنات والتحليلات الدرامية على منصات التواصل الاجتماعي، رغم أن وظيفته الحالية لا علاقة لها بالنووي. نقابة المهندسين بالإسكندرية، أعلنت متابعتها للحادث، فيما أصدرت شعبة الهندسة الكيميائية والنووية بيانًا رسميًا تنعى فيه وفاة أحد مهندسيها "إثر إطلاق ناري من مجهول"، مؤكدة تكليف محامي النقابة بحضور التحقيقات لدعم أسرة الفقيد، وهي بيانات زادت من حالة الغموض حول "من هو القاتل؟" و"ما هو الدافع وراء هذا الجريمة؟". في غضون ساعات قليلة، وبعمليات بحث وتحرٍ مكثفة، نجحت إدارة البحث الجنائي في فك طلاسم الجريمة، ولم تكن خلف الواقعة أي دوافع ذات صلة بتخصصه الحساس، ولم يكن القاتل "مجهولًا" يتبع جهات دولية أو استخباراتية، بل كانت يدًا يعرفها المجني عليه جيدًا؛ يد صديقه المقرّب. شوهد المتهم وهو يُشهر سلاحًا ناريًا ويطلق نحو سبع رصاصات متتالية على صديقه، ليسقط المهندس صريعًا وسط دهشة المارة، قبل أن يفر الجاني هاربًا. وخلال ساعات، تم تحديد هوية القاتل وضبطه، وبسقوطه في قبضة الأمن، تبين أن الدافع وراء هذه الجريمة المروّعة يكمن في خلافات شخصية لم يُكشف عن طبيعتها الدقيقة، لكنها بلغت من الحدة ما دفع الصديق لإنهاء حياة رفيقه بهذا الشكل الدموي والمفاجئ في الشارع.