بعد ما يقرب من 30 عامًا من الخدمة، يتقاعد العقيد أفيخاي أدرعي، المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، من منصبه ويتم تسريحه، أدرعي هو الرجل الذي كان يخرج ليستفز العالم العربي ويحاول تبرير العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة التي راح ضحيتها آلاف المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال، وذلك كان بزعم مهاجمة عناصر المقاومة. أدرعي ظهر بشكل متكرر خلال العامين الماضيين في البيانات الرسمية للجيش الموجهة للجمهور العربي، وكان نشاطه الإعلامي يركز على نشر تحذيرات وخرائط العمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق عدة، بما فيها غزةولبنان، ضمن ما وصفه الجيش ب"الإعلام العملياتي"، وفق ما أوردته صحيفة معاريف العبرية. وكان اسم أدرعي يتردد في وسائل الإعلام الفلسطينية، حيث كان ينشر تحذيرات للسكان بالإخلاء، فضلًا عن أنه كان ينشر ملخص العمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال في القطاع. وفي لبنان، ذكرت وسائل الإعلام نشاط أدرعي في نشر رسائل تتعلق بالعمليات العسكرية ومواقع حزب الله، كما ورد ذكر تصريحاته الإعلامية فيما يخص توجيه التحذيرات للسكان. بينما في سوريا، جاء ذكر أدرعي في وسائل الإعلام العربية فيما يتعلق بتوجيه رسائل تتضمن تحذيرات أو معلومات عن مواقع عسكرية محددة، بما يشمل عناصر وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها مستهدفة ضمن العمليات العسكرية، هذه الرسائل تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي. أدرعي نشر رسائل موجهة للسكان في إيران، تتعلق بالمعلومات المعلنة من الجيش الإسرائيلي حول أهداف العمليات العسكرية والمواقع العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وفق ما ذكرته المصادر العسكرية الإسرائيلية. في اليمن، ذكرت وسائل الإعلام أن أدرعي نشر تحذيرات حول الموانئ الثلاثة: الحديدة والسريف ورأس عيسى، وفق ما أفادت المصادر، أدى ذلك إلى توقف بعض الأنشطة في الموانئ لفترة زمنية محددة دون أي تحرك جوي فعلي. وقالت صحيفة معاريف، إن أدرعي كان معروفًا في اليمن، ففي كل مرة يُلقي فيها بيانًا عليهم، كانوا يعلمون أن قنابل الاحتلال الغاشمة التي تزن عشرات الأطنان على وشك السقوط على رؤوسهم. وحسب معاريف كان أدرعي جزءًا من الاستراتيجية الإعلامية للجيش الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر 2023، والتي تضمنت نشر تحذيرات للسكان، بزعم حمايتهم من الضربات، لكن في المقابل كانت أغلب الهجمات دون تحذير مسبق، ما تسبب في استشهاد الآلاف من الغزيين. واستخدم أدرعي وسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها تيليجرام، لإيصال الرسائل المتعلقة بالعمليات العسكرية. وبعد تقاعد أدرعي فإن الجيش الإسرائيلي يبحث عن بديل لتولي ملف الإعلام باللغة العربية، ويوجد حاليًا ثلاثة مرشحين، من المتوقع أن يخضع المرشحون لاختبارات تشمل الأداء أمام الكاميرا واختبارات أخرى للتأكد من ملاءمتهم للمنصب، وفقًا لما أوردته صحيفة معاريف.